نوح وقومه

نوح عليه السلام

كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (109) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110) قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111) قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (115) قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)

ما هو موضوع هذا الفصل وما هي علاقته بمقصد السورة؟ وما علاقته بما قبله؟ ولماذا لم تذكر تفاصيل دعوة نوح عليه السلام؟

هذا هو الفصل الثالث من فصول سير السابقين، وهو في قصة نوح عليه السلام مع قومه، ولم يذكر السياق ماهية دعوة نوح، والذي يظهر أن السبب في ذلك أن نوحا عليه السلام دعاهم إلى التوحيد، والتوحيد أمر بدهي لا يحتاج إلى توضحي وشرح وبيان ولذلك لم تذكره السورة والله أعلم.

وواضح أن يأتي ذكر نوح في أول السلسلة – بعد موسى وابراهيم – كونه أول الرسل وأسبقهم في الزمن.

ما مناسبة جواب قوم نوح؟ وما هي المعاني التي ينتهي إليها؟

لم يجب قوم نوح رسولهم بجواب منطقي، ولم يقدموا حجة سوية لأنهم لم يجدوا ما ما يدفعون به ما جاءهم به نوح، اللهم سوى حجة لا علاقة لها بصحة دعوة نوح أو صدقه أو كذبه، ألا وهي الاعتراض على جلسائه فقالوا له ( أنؤمن لك واتبعك الأرذلون )، أي بسطاء القوم وفقراءهم وضعفاؤهم.

وكان جوابه في المقابل في غاية الدقة والموضوعية والمنطقية، فأجابهم بأربعة أجوبة:

الأول: أن ليس له أي علاقة بما كانوا يعملون من قبل فهم قد دخلوا في الإسلام وفتحوا بذلك صفحة جديدة في حياتهم، لا يهم معها ما كانوا عليه قبلها.

الثاني: أن حسابهم على الله فهو أعلم بهم.

الثالث: أنه لن يطرد مؤمنا جاءه راغبا في الهدى.

الرابع: أن عمله هو مجرد النذارة فحسب أما قبول المدعوين وردهم فليس له فيه شيء البتة.

ما مناسبة جواب قوم نوح على جوابه هذا؟

لما حشر نوحا قومه في أضيق زاوية بحججه الواضحة البينة، لم يكن أمامهم من سبيل سوى تهديده، كما حصل مع موسى من قبل تماما، فإنما هي السنن تتكرر في كل قصة بأشخاص مختلفين وأحوال مختلفة.

ما مناسبة دعاء نوح بعدها؟

هذا الدعاء هنا خارج من رحم قول موسى سابقا ( كلا إن معي ربي سيهدين ) ومن رحم دعاء ابراهيم للتو في المقطع السالف، وكل هذا يبعت برسائل متجددة متكررة للنبي صلى الله عليه وسلم وورثته: أني معكم أسمع وأرى ويعمق معاني اليقين بالله على طول التاريخ.

 

Map Shot 1

 

 

Map Shot 2

 

 

Map Shot 3

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved