(حكاية إعراضهم وإلحادهم)

بسم الله الرحمن الرحيم

حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ (5) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (7) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (8)

ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة ولما قبله من الكلام؟

الرسالة التي تحملها الآيات: على الرغم من كون هذا الكتاب منزل من عند الله، رحمة بالذين نزل إليهم ( من الرحمن الرحيم )، واضحا مبينا ( فصلت آياته )، بلسانهم الفصيح ( عربيا ) ، وعلى الرغم من علمهم بأنه الحق كونه بلسانهم ( لقوم يعلمون )، وعلى الرغم من ما يحمله من بشارة للمقبلين ونذارة للمعرضين ( بشيرا ونذيرا )، لم يكن حال أكثر هؤلاء القوم إلا الصد والجفاء، وقد كانوا يعرضون فعلا وينأون بأنفسهم عن تعريض قلوبهم لهذا القرآن القاهر، ولم يفعلوا هذا إلا ليتوقف النبي صلى الله عليه وسلم عن دعوتهم لما كانوا يجدون في قلوبهم من وقع كلماته، فهم يريدون عامدين ألا يكونوا مؤمنين، وتأكيدا منهم على ماسبق قالوا له: امض في طريقك ونحن ماضون في طريقنا غير مبالين بك، وائت بوعيدك الذي تهددنا به فإننا غير مبالين به.

وعلى الرغم من هذا العناد، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمضي في طريقه يدعو ويدعو، ولا يكف عن الدعوة، ولا عجب فهو ليس إلا بشرا مأمورا، جاءهم بالبشارة ( واستغفروه ) وبالنذارة ( وويل للمشركين )، المشركون الذين لا يطهرون أنفسهم بالإقبال والاستقامة على هذا الدين.

وهذه من أعظم الوصايا للدعاة بأن يكون منهجهم الرفق أبدا في دعوتهم مهما بلغ حجم الإعراض.

ما مناسبة وصفه ( لقوم يعلمون ) للمقصد والسياق؟

قوله لقوم يعلمون مؤكد لما جاء في السياق من أنهم علموا أن هذا القرآن حق باعتباره نزل بلغتهم، ولما سبقه من الكتب السماوية وموافقته لما فيها، ثم على الرغم من ذلك أصروا وأعرضوا وتعنتوا.

فلفظة ( لقوم يعلمون ) جاءت لتؤكد أن إعراضهم لم يكن عن جهل بالحقيقة ولكنه الصدود والعناد.

2019 04 12 21h41 22

Map Shot 1

 

2019 04 12 21h09 29

 

Map Shot 3

Map Shot 4

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved