(جزاء المعرضين الملحدين في الدنيا)

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13) إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قَالُوا لَوْ شَاءَ رَبُّنَا لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً فَإِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (14) فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (15) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ (16) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (17) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (18)

ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة ولما قبله من الكلام؟

يمكن تقسيم هذا المقطع إلى مقطعين جزئيين:

الأول: في وصف قبح الكفر خاصة أنه واقع في حق الله، الله الذي خلق السموات والأرض بهذه القدرة النافذة، إذ أن قبح الكفر يكون أشد وأعظم في حال كونه واقعا بحق الذات العلية التي علمت صفاتها.

وهنا تلفت الآيات النظر إلى مشهد إتيان السموات والأرض طائعتين لله عز وجل بعد تهديدها بالقدرة على الإتيان بها، فما كان منها إلا أن انقادت واستسلمت، وفي هذا إغراء لهؤلاء الكفار بأن يحذوا حذوها في الاستجابة ويكفوا عن العناد، كيف لا وهم مخلوقات صغيرة ضعيفة لا تقارن بهذا الخلق العظيم خلق السموات والأرض، فهم أولى بالخضوع والاستجابة والإقبال.

ولكن ماذا سيكون جزاء المعرضين في حال استمرارهم بصدهم وعنادهم؟

هنا يأتي الكلام في المقطع الجزئي الثاني..

المقطع الجزئي الثاني: وهو يتحدث عن مصارع الغابرين من أجل تخويفهم إن هم ( أعرضوا ) بأمر عظيم يصيبهم كما أصاب الذين من قبلهم عاد وثمود، وهذا الإنذار المرهوب المخيف يناسب شناعة الجرم وقبح الذنب، فبعد أن حكى عن عاد وثمود ما اشتركتا بهمن المكابرة والإصرار على الكفر فصل هنا ببعض ما اختصت به كل أمة، فأما عاد فكان الإعراض كبرا وعنادا واضحا في ردهم ( فاستكبروا في الأرض وقالوا من أشد منا قوة )، وأما ثمود فكان ترك الحق واستبداله بما هو أدنى هو السمة الأبرز ( فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )، وبذلك يكون مثال عن الإعراض ومثال عن الإلحاد.

2019 04 12 21h37 13

 

 

Map Shot 3

Map Shot 4

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved