(تهديد ووعيد للمكذبين)

(تهديد ووعيد للمكذبين)

حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (69) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (70) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71) أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (72) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (73) وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (74) وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)

ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

هذا المقطع يعتبر امتدادا طبيعيا للحديث عن المكذبين من الأمم السابقة، بل يمكن أن نقول أن ما سبق من الحديث عن التكذيب وعن المسارعة في الخيرات كان توطئة وتهيئة لهذا المقطع الذي يتوجه بالحديث مباشرة إلى قريش في تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهو يرسم مشهد انتباههم على الكارثة المباغتة المفاجئة ( حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون ) والمترفون أشد الناس استغراقا في المتاع والانحراف والذهول عن المصير، ثم ينتقل إلى حوار هادئ فيه ردود على كل الشبهات التي أثارها المشركون حول النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي ذاتها نفس الشبهات التي أثارها المكذبون حول رسلهم من قبل.

اللافت للنظر في هذا المقطع قوله تعالى ( قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون ) وكأن الآيات بلغت مبلغا من الوضوح أنه لا يسع المؤمن معها إلا أن يؤمن حال سماعها، وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه القريب والبعيد والصغير والكبير فلا يزيد في دعوتهم على تلاوة بعض الآيات عليهم فيهتدي من آمن ويستغني الله عمن كفر وجحد.

ما مناسبة الختام بقوله ( ولو رحمناهم .. ) إلى آخر الآيات؟

ابتدأ المقطع بالحديث عن حالهم يوم نزول العذاب عليهم قال تعالى ( حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون ) وهذا يفتح بابا للتساؤل ؟ ألي من المحتمل أن يكونوا صادقين في جؤارهم هذا؟ لم لم يؤخرهم الله إلى أجل مسمى؟ فجاء الجواب هنا ( ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون )، فإن قال قائل: طيب أين الدليل على هذا؟ فجاءت الآية التالية ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ) وختمت بتهديد هو من أشد التهديد، هددهم بعذاب لا كاشف له ( بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ).

 

Map Shot 1

Map Shot 2

  

Map Shot 4

 

Map Shot 5

 

Map Shot 6

 

Map Shot 6

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved