(المسارعة في الخيرات.. بين الوهم والحقيقة)

(المسارعة في الخيرات.. بين الوهم والحقيقة)

فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (62) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (63)

ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

في هذا المقطع الصغير نسبيا توضح الآيات مفهوما من المفاهيم التي قد تلتبس على المكذبين فيظنون أن ما هم فيه من السعة من الخير الذي حباهم الله به، فنقض الله عز وجل هذا المفهوم وبين حقيقة الأمر وهو أن الخيرات إنما تكون لمن جمع الإيمان والخشية والوجل واستحضار العرض والحساب، وترك الشرك بالله، حتى وإن بدا منه ما لا يليق فإن الله يغمر سيئاتهم في بحور حسناتهم ولا يكلفهم إلا وسعهم، فيغفر لهم ويجتبيهم، وأما قلوب المكذبين في المقابل فهي في غشاوة وعماوة عن هذه الحقيقة.

هنا تتقابل صورة اليقظة والحذر في النفس المؤمنة وصورة الغمرة والغفلة في النفس الكافرة.

فالأمر أنه لما ذكر أهل الافتراق، أتبعهم أهل الاتفاق، فكان كأنه قيل: فمن الذي يكون له الخيرات؟ فأجيب بأنه الخائف من الله، فقيل معبراً بما يناسب أول السورة من الأوصاف، بادئاً بالخشية لأنها الحاملة على تجديد الإيمان: {إن الذين هم} أي ببواطنهم {من خشية ربهم} أي الخوف العظيم من المحسن إليهم المنعم عليهم {مشفقون*} أي دائمو الحذر {والذين هم بآيات ربهم} المسموعة والمرئية، لا ما كان من جهة غيره {يؤمنون*} لا يزال إيمانهم بها يتجدد شكراً لإحسانه إليهم.

ولما كان المؤمن قد يعرض له ما تقدم في إيمانه من شرك جلي أو خفي، قال: {والذين هم بربهم} أي الذي لا محسن إليهم غيره وحده {لا يشركون*} أي شيئاً من شرك في وقت من الأوقات كما لم يشركه في إحسانه إليهم أحد.

ما مناسبة تكرير أسماء الموصولات؟

قال تعالى ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين .. والذين ) ولم يقل ( إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون وبربهم يؤمنون ولا يشركون ) فكرر الاسم الموصول قبل كل صلة  للاهتمام بكل صلة من صلاتها على انفراد فلا تذكر الصفات تبعا بالعطف والمقصود الفريق الذين اتصفوا بكل صلة من هذه الصلاة.

 

Map Shot 1

 

 

Map Shot 2

  

 

Map Shot 4

 

 

Map Shot 5

 

 

Map Shot 6

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved