تدبير الله للمؤمنين
(تدبير الله للمؤمنين)
(وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴿٤١﴾إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَٰكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ﴿٤٢﴾إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴿٤٣﴾وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴿٤٤﴾
ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
افتتح هذا المقطع ببيان أحكام الغنائم التي ردها الله عز وجل إليه وإلى رسوله في بداية السورة فبين لهم أحكامها مسبوقة بقوله ( واعلموا ) والتي كانت أشبه برابط يربط المقطع السابق بهذا المقطع، ثم سرد المقطع لهم مشاهد من تدبيره لهم يوم بدر وسماه ( الفرقان ).
فجميع الأمور مرجعها إلى الله وحده يصرفها سلطانه ويوقعها بإرادته ولا تند عن قدرته وحكمته ولا ينفذ شيء في الوجود إلا ما قضاه وأجرى به قدره.
ما المناسبة من ربط الكلام عن الأنفال وتقسيمه بالكلام على ما جرى من اللقاء يوم الفرقان؟
الغرض من هذا الربط والتقييد بالوقت والحالة: هو استحضارها في أذهانهم، لأجل ما يلزم ذلك من شكر النعمة ومن حسن الظن بالله بوعده والاعتماد عليه في أمورهم، فإنهم كانوا يومئذ في أشد ما يكون فيه جيش تجاه عدوه، وكأنه يقول لهم: قد آمنتم بالله، والإيمان يرشد إلى اليقين بتمام العلم والقدرة لله، وقد رأيتم بأعينكم الفرقان بين الحق والباطل يوم بدر، فعلمتم عين اليقين أن الله أعلم بنفعكم من أنفسكم إذ يعدكم إحدى الطائفتين، فكان أحفظ لدينكم وأشد تثبيتا لقوتكم، فلما رأيتم هذا كان حريا بكم أن تعلما أن ما شرع الله لكم من قسمة الغنائم هو المصلحة، وألا تعبأوا بما دخل عليكم من نقص في حظوظكم العاجلة، عالمين بما وراء ذلك من مصالح جملة آجلة في الدنيا والآخرة.
ما مناسبة إضافة يوم التقى الجمعان إلى يوم الفرقان؟
هذه الإضافة جاءت للتذكير ذلك الالتقاء العجيب الذي كان فيه نصرهم على عدوهم.
ما دلالة تنكير أمرا؟
التنكير هنا للتعظيم، وهم لا يطلقون الأمر بهذا المعنى إلا على شيء مهم.
ما مناسبة قوله تعالى ( وإذ يريكموهم ) بعد الكلام عن الرؤيا المنامية؟
لما بين تعالى ما نشأ عن رؤيته في المنام من قلتهم وما كان ينشأ عن رويته الكثرة لو وقعت أتبعه ما فعل من اللطف في رؤيتهم بأنفسهم يقظة.
ما دلالة نسبة الإراءة إلى الله ( يريكهم الله – أراكهم – يريكموهم – يقللكم ) ؟
كل هذا ليعلم كما ذكرنا سابقا: أن جميع الأمور مرجعها إلى الله وحده يصرفها سلطانه ويوقعها بإرادته ولا تند عن قدرته وحكمته ولا ينفذ شيء في الوجود إلا ما قضاه وأجرى به قدره.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved