الشّبهة الثّانية: مخافة الأذى

( الشبهة الثانية: مخافة الأذى )

وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)

ما موضوع هذا المقطع، وما هي مناسبته لمقصد السورة؟ وما هي المعاني التي تنتهي إليها هذه الأحداث؟

ليس الهوى واتباع ما يرغب به الإنسان دون دليل ودون علم هو السبب الوحيد في الضلالة والإعراض عن الحق، بل إن إيثار الحياة الدنيا والخوف على المنافع سبب آخر مهم من أسباب الضلال والإعراض عن الحق، خاصة في الوقت الذي ينتفش فيه الباطل وتعلو قوته ويظن أن لا سبيل إلى دفعه أو درئه، فيؤثر الإنسان الانضمام للباطل والوقوف معه إيثارا للحياة الدنيا على الآخرة، وهذا ما حصل مع كفار قريش حين تركوا الهدى بحجة أن العرب ستجتمع عليهم، وستسلبهم ( أمنهم ورزقهم ) متناسين أن الله قد هيأ لهم من قبل وأنعم عليهم بحرم اجتمع فيه الأمن والرزق من كل مكان، أفلا يقدر من قدر لهم هذا الحرم الآمن الذي يجبى إليه الرزق من كل مكان، أن يقدر لهم أمنا ورزقا، أفلا يخشون إن يهلكهم الله إذ ظلموا وتولوا، فإن ظلم أهل القرى سبب لهلاكها.

ثم تمضي الآيات في بيان حقيقة الحياة الدنيا، وقيمتها في مقابل الآخرة، وبيان الفرق بين حالين: حال من اتبع الهدى مؤمنا بوعد الله وملاقيا له ولا شك، وبين من ابتع هواه وآثر الحياة الدنيا، ثم يؤتى به يوم القيامة محضرا ليلقى ما ستقصه علينا الآيات في المقطع التالي.

 qasas 1

 

qasas 2

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved