سورة الإنشقاق
(بسم الله الرحمن الرحيم)
إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5)
1- قوله {وأذنت لربها وحقت} مرتين لأن الأول متصل بالسماء والثاني متصل بالأرض ومعنى أذنت سمعت وانقادت وحق لها أن تسمع وتطيع وإذا اتصل بغير ما اتصل به الآخر لا يكون تكرارا ( أسرار التكرار )
يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (6)
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً (8) وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)
1- مسألة: قوله تعالى: (وأما من أوتي كتابه بشماله) وفى سورة انشقت: (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) ؟ . جوابه: قيل: تغل يداه إلى عنقه، ويجعل شماله من وراء ظهره. وقيل: يخرج شماله من صدره إلى ظهره فهو: من شماله وراء ظهره. ( كشف المعاني )
2- مسألة:قوله تعالى: (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره (10) وفى الحاقة: (بشماله) تقدم جوابه في سورة الحاقة. ( كشف المعاني )
فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً (11) وَيَصْلَى سَعِيراً (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً (13)
1- الاستبشار / البهجة / الحبور / السرور / الفرح: إن الاستبشار والبهجة والحبور تأتي مترادفة ، حيث تشترك هذه الألفاظ الثلاثة في الحسن والجمال وظهور أثر ذلك على ظاهر الانسان ، ولعل في الحبور ملمحاً زائداً هو النعمة . بينما يتميز السرور عن هذه الألفاظ بكونه خفياً لاشتقاقه من السر فهو فرح خالص مكتوم في القلب ، ويختلف الفرح عنها بدلالته عن معنى مغاير هو البَطَر فهو مموماً وإن لم يصاحبه بطراً فهو محمود . ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً (15) فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (21) بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22)
1- قوله {بل الذين كفروا يكذبون} وفي البروج {في تكذيب} راعى فواصل الآي مع صحة اللفظ وجودة المعنى ( أسرار التكرار )
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)
1- مسألة: قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون (25) وفى سورة التين: (فلهم أجر غير ممنون) بالفاء؟ . جوابه: أن الاستثناء في سورة التين متصل، فتم الكلام به. والاستثناء في “انشقت”: منقطع بمعنى “لكن ” فلم يتم الكلام به، لأن المراد “بأسفل سافلين ” هرمه وضعفه وضعف حواسه وعدم قدرته على الأعمال فصار تقديره: لكن من كان يعمل صالحا فإنا لا نقطع ثوابهم وأجورهم بسبب ضعفهم كما ورد في الحديث. ( كشف المعاني )
2- لهم أجر غير ممنون / فلهم أجر غير ممنون: الاستثناء في سورة الانشقاق منقطع بمعنى (لكن) ، فالانتقال هنا الى صنف مغاير، لذا لم تحتج الجملة للفاء ، لأنها على معنى الاستدراك ، أما سورة التين فالاستثناء فيها متصل فتم الكلام به .( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved