سورة المطففين

(بسم الله الرحمن الرحيم)

وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)

يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)

1- ليوم القيامة في القرآن الكريم أسماء كثير: ( الآزفة): وردت في القرآن مرتين، وسميت آزفة، لأزوفها، أي لقربها، وإن استبعد الناس مداها.(الحاقة): روعي في هذا الاسم من أسماء القيامة: تحقق وقوعها بلاسك في ذلك، وكشف حقائق الأمور فيها، إحقاق الحقوق لكل عامل وعدالة الحساب والجزاء فيها، كونها قاطعة غالبة لكل معاند مجادل.( الراجفة الرادفة) الراجفة: هي الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال، وهمجيتها، الأولى، والرادفة هي النفخة الثانية لأنها تردف الأولى. ( الساعة):إن سر إطلاق اسم الساعة على يوم القيامة أقوال عدة، منها:1-سرعة مجيئها ، فكأن الوقت الذي بين الدنيا وبين القيامة لم يستغرق سوى هذا الجزء اليسير من الزمان .2-لسرعة انقضاء الحساب فيها.( الصاخة): يدل اسم الصاخة على لحظة من لحظات يوم القيامة، وهي لحظة النفخ في الصور وما يصاحب ذلك من صمم عن الدنيا وذهول عنها، والإقبال على شأن الآخرة وماقيها من ثواب وعقاب.( الطامة) جاءت كلمة الطامة وصفاً للقيامة في سياق الامتنان على الإنسان بخلق الله في السماوات والأرض والجبال وماقيها من متاع للإنسان ودلائل على قدرة الله عز وجل.( الغاشية) سياق هذه الكلمة في القرآن الكريم يقطع بأن المراد يوم القيامة، بما يغشى الناس فيه من أهوال وشدائد ، وما يعلو وجوههم من خشوع ونصب، أو نضرة وإشراق. (القارعة):داهية تقرعهم بما يحل الله بهم من صنوف البلايا والمصائب ،وسميت القيامة بالقارعة لأنها تقرع الناس” تصيبهم وتضربهم”  بالأهوال كانشقاق السماء والأرض ودك الجبال وطمس النجوم.(القيامة): وهو أشهر الأسماء الدالة على يوم البعث والحساب. وهو قيام الناس من قبورهم، ويكون ذلك دفعة واحدة لشدة النفخة التي تصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله . ولهذا المعنى ينطوي اسم القيامة على كل الأوصاف الواردة في الأسماء الأخرى الدالة على هذا اليوم العظيم.( الواقعة): معنى الواقعة” الحادثة” ، وإن تسمية القيامة ” بالواقعة” إشارة الى ثبوتها وتأكيداً لوجوبها وحلولها. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)

1-             فُجَّار/ فَجَرة: كلا اللفظين جمع “فاجر”، وهو المنبعث في المعاصي والمحارم، إلا أن صيغة (فجار) تتميز بملمح دلالي فارق هو الكثرة والمبالغة. بينما الملمح الدلالي المميز لكلمة(فجرة) هو الدوام والثبات المأخوذ من دلالة الاسمية في هذه الصيغة الصرفية.(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

2-             قوله {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} {وما أدراك ما سجين} {كتاب مرقوم} وبعده {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين} {وما أدراك ما عليون} {كتاب مرقوم} التقدير فيهما إن كتاب الفجار لكتاب مرقوم في سجين وإن كتاب الأبرار لكتاب مرقوم في عليين ثم ختم الأول بقوله {ويل يومئذ للمكذبين} لأنه في حق الفجار وختم الثاني بقوله {يشهده المقربون} فختم كل واحد بما لا يصلح سواه مكانه. ( أسرار التكرار )

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)

1- أبرار/ بَرَرَة : الملاحظ أن الجمع “أبرار” في القرآن الكريم ورد في وصف البشر، بينما ورد الجمع “بررة” وصفًا للملائكة، وهذا يرجِّح ما ذهب إليه الدكتور فاضل السامرائي، حيث يرى أن “الأبرار” جمع قلة، فهو وإنْ وُصِفَ به الناس “وهم كثرة” فهؤلاء قِلَّة بالقياس إلى الفُجَّار من الناس.

أما الجمع “بررة” فهو جمع كثرة؛ ولذلك استُعْمِل وصفًا للملائكة لأنهم جميعًا بَرَرة هذا بالإضافة إلى ملاءمة الصيغة للفاصلة القرآنية، فجاءت صيغة “بررة” في سورة عبس لموافقة الفواصل قبلها وبعدها: [تذكِرَة ـ ذَكَرَه ـ مكرَّمة ـ مطهَّرة ـ سَفَرة ـ برَرَة ـ أكفَرَه ـ فقدَّره … إلخ]. .(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ (26)

1-   ختم/ طبع: الختم والطبع متقاربان دلاليًّا؛ حيث يشتركان في معنى: التغطية وعدم نفوذ الهداية والإيمان.

ويختلفان عند ورود مادة “خ ت م” بصيغ أخرى غير صيغة الفعل، فعندئذ تعود هذه المادة إلى الأصل اللغوي وهو النهاية، وهى مستعملة في سياقات دالة على المدح، أمَّا المادة “ط ب ع” فقد جاءت في جميع المواضع القرآنية دالَّةً على الذَّمّ. ولعل هذا دليلٌ على أنَّ الطبع أقوى من الختم، وأنَّ الختم قد يكون بخير أو بشرٍّ، بينما لا يكون الطبع إلا بِشَرٍّ.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved