ما ورد عن السلف بهذا الخصوص
إن تتبع ما ورد عن السلف في التفسير من آثار والنظر فيها ليدلناعلى عنايتهم بهذا الأمر وأنه أمر معتبر عندهم بل هو متقرر في نفوسهم من غير أن يصرحوا فيه لكمال فهمهم لكتاب الله بما تميزوا به من معاصرة التنزيل وكونهم أهل اللسان العربي الفصيح العارف باللغة وأساليبها .
الأول : ورد عن السلف رحمهم الله تحديد غرض السورة بالتعبير عنها بوصف أو اسم دال على الغرض فغالب ما ورد عنهم في تسمية السور غير التسمية التوقيفية ناتج عن دقة فهمهم لكتاب الله فكأن هذه التسميات خلاصة فهمهم للسورة وهو يدل على تقرر غرض السورة في نفوسهم .
من أمثلة ذلك تسمية ابن عباس لسورة التوبة بالفاضحة رواه البخاري
وورد مثل هذا عن عمر وورد عن ابن عمر تسميتها بالمقشقشة وكلتا التسميتين دالتين على الغرض وهو كشف أحوال الناس ومواقفهم من الدين والقتال في سبيله ولذلك سميت بالتوبة إشارة إلى حال المؤمنين وسميت بالفاضحة إشارة إلى حال المنافقين وسميت براءة إشارة إلى حال المشركين . وهذان الأثران من أعظم الآثار الدالة على علم مقاصد السور . وانظر سؤال سعيد لابن عباس وجوابه باسم دال على غرضها وهذا يؤكد أن أغراض السور متقرر لديهم وربما عبروا عنه بوصف أو اسم ولذلك وصفوهما باسم غير اسمها المشهور
ومن أمثلة ذك ما ورد عن قتادة بتسمية سورة النحل هي سورة النعم لكثرة تعداد النعم فيها فتسميتها بذلك ظاهر من كونها تركز على هذا المعنى وهذا هو ما نسميه بالغرض والمقصد منها .
الثاني ما ورد عنهم من بيان الغرض صريحا ومن أمثلة ذلك ما أخرجه البخاري في قصة ابن عباس وعمر في موضوع سورة النصر فتلحظ أن عمر رضي الله عنه سأل الصحابة عن مغزى السورة وهو مقصدها وهذا يدل على تقرر مقاصد السور عندهم بفهمهم الثاقب . وتأمل كيف تفاوت فهمهم لمغزى السورة وهذا دليل على تفاوت الناس في فهم الغرض فمنهم من يفهمه فهما عاما ومنهم من يفهم منها فهما دقيقا
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved