النساء والأسر أول نقاط معارك الجاهلية
(النساء والأسرة, أول معارك الجبهة الداخلية)
( لستن كأحد من النساء )
( إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجز )
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)
ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
انتقل هذا المقطع من الحديث عن غزوة الخندق إلى الحديث عن الجبهة الأهم: وهي جبهة المجتمع الداخلية، والمعركة الدائرة هنا ابتداء من بداية هذا المقطع إلى قوله تعالى ( ولن تجد لسنة الله تبديلا ) هي معركة: تبليغ أوامر الله عز وجل وطاعته وطاعة رسوله، إلا أن هذا المقطع يركز على قضية وهي قضية إصلاح النساء وبالتالي إصلاح الأسر
وما جاء من التخيير هنا مرتبط بحادثة سؤال النفقة المشهور الذي سبق الحديث عنه، والملاحظ في هذا المقطع توجه الخطاب إلى شخصين:
الأول: شخص النبي صلى الله عليه وسلم حين أمره بالتخيير
الثاني: أزواجه رضي الله عنهن وخاطبهن في البداية بخطاب شديد متضمنا التهديد بمفارقة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انتقل الخطاب بعد ذلك إلى لغة لطيفة وذلك من قوله ( يا نساء النبي لستن كأحد .. ) وكأنه خطاب مشفق ناصح، وتضمن الخطاب أيضا رفع أقدارهن والتنويه بشأنهن وذلك في قوله ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ).
والذي يظهر لي في هذا المقطع أن الشارع عالج هذه المشكلة، مشكلة سؤال النفقة، بحزم مشوب بالتربية، فما سألت النساء النبي صلى الله عليه وسلم وأكثرن عليه طلب منه ربه أن يخيرهن، وفي هذا حزم وأي حزم، والحزم في مثل هذه المواضع محمود، وهو غير العنف فالعنف أبدا مذموم، أما الحزم فلا، ويظهر الخطاب التربوي الحاني لاحقا في القسم الأوسط من السورة ابتداء من قوله ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ).
ومثل هذا العلاج الذي جاءت به السورة ليس خاصا بهذه الحالة فحسب بل هو هدي للمسلمين في حياتهم جميعا أن يتمثلوه في مثل هذه الحالات.
ما دلال ابتداء العتاب بخطاب النبي صلى الله عليه وسلم دون خطاب نساءه؟
النداء هنا يحتمل معنيين:
الأول: صرف النداء عنهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه إشعار لهن بعدم الرضا عن تصرفهن ولهذا لما اخترن الله ورسوله عاد فوجه النداء لهن رضوان الله عليهن.
الثاني: أن يكون صرف النداء رحمة بهن ولو أنه وجه النداء لهن لكان العتاب في حقهن أشد وقعا، فإن العتاب غير المباشر أقل وقعا بكثير من العتاب المباشر.
ولا تعارض بين هذين المعنيين ولا يمنع أن يكونا مرادين كليهما.
والأمر المهم أيضا في هذا الخطاب والذي يغيب عن أذهان كثير من المشتغلين بالتفسير، هو إناطة أمر القوامة وإصلاح الأسرة بربها، فالأسرة رعيته وهو مسؤول عنهم وعن إصلاحهم، فلا بد أن يسعى رب الأسرة في إصلاح نساءه وأهل بيته.
وهذا المعنى على بدهيته في الماضي إلا أن تسلل الثقافة الغربية إلى مجتمعاتنا حول كثيرا من قوامة الرجال إلى النساء، فصارت النساء هن القوامات على البيوت ففسدن وأفسدن لأنهن أصلا غير مهيآت لتلك المهمة، فالمرأة لها قدرة كبيرة على العطاء والاجتهاد ولكن ليس لها باع في القيادة والقوامة.
فأعداء الدين من المنافقين والكافرين يجتهدون كل جهدهم لإفساد ميزان الأسرة وذلك بإعطاء المرأة ما لم يعطها الشارع الحكيم، خاصة في المئة سنة الأخيرة، ولو أن مثل هذه الدعوات خرجت سابقا لكان مثار سخرية من الناس، أما في عصر وسائل الإعلام المتحكمة والمسيطرة صارت مثل هذه الأمور مقبولة بل الشاذ خلافها.
ما دلالة تقديم الحياة الدنيا على الآخرة في التخيير؟
قدمها لأسباب:
منها: أن ذلك واقعهن حال نزول الآيتين
ومنها: أنه يوحي بالإنكار عليهن مما فعلن.
ومنها: أن ذلك كان سبب نزول الآيتين.
ومنها: الإشارة غلى أنه صلى الله عليه وسلم غير ملتفت إليهن غاية الالتفات، لاشتغاله بواجبات الرسالة، فكأنه قال: لا تشغلنني من واجبات رسالتي وعبادة ربي بأمر هذه الدنيا فإن كانت رغبتكن فيها، فانصرفن إلهيا وسأفارقكن ليتم لكن ما تردن.
ما دلالة ذكر الزينة هنا وعطفها على الدنيا؟
هذا العطف من عطف الخاص على العام فإن الدنيا تشمل الزينة وغيرها، وأفردت بالذكر لأسباب:
منها: أنها هي سبب الفتنة والانشغال.
ومنها: الإشارة إلى أن ما يتزين به في الدنيا من المال والجاه ونحوهما قريب الزوال، ففي ذلك تحقير لهذا الأمر وترغيب عنه.
ومنها: الإشارة إلى أن جمال الحياة إنما هو زينة تتزين بها أما حقيقتها فغاية في القبح فإن الجميل لا يحتاج إلى زينة يتزين بها.
ما المراد بالفاحشة هنا؟
الذي يتبادر للذهن عند ذكر الفاحشة هو الزنا أو ما شابهه، إلا أن هذا ليس هو المعنى الوحيد لهذه الكلمة فلها معان عديدة في القرآن، منها ما جاء هنا، فالمراد بكلمة الفاحشة هنا هو ما يدل عليه السياق قبل وبعد هذه الكلمة، وهو: النشوز على الزوج والخروج عن طاعته، فقد جاء قبلها الحديث عن حادثة سؤال النفقة، وجاء بعدها قوله تعالى ( ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا )، فالمراد بالفاحشة عكس ما ورد في هذه الآية من القنوت والعمل الصالح، وهذا ظاهر في مقابلة الآيتين مع بعضهما.
ومن المعلوم أن الفاحشة بمعنى الزنا ليس جائزا لا بحق نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولا بحق غيره من الأنبياء، وقد عصم الله أنبياءه عن مثل هذا ولا خلاف في ذلك، بل كيف يمكن لعاقل أن يقول بأن المراد به هنا مثل هذا المعنى القبيح وقد شرف الله نساء النبي بمخاطبتهن بخطاب مباشر يثني عليهن ويقول لهن لستن كأحد من النساء؟!
ما هي المعاني التي ينتهي إليها وصف النشور بالفاحشة؟
الذي يظهر أن الله عز وجل اختار مثل هذا اللفظ لوصف الخروج عن الطاعة به لتقبيحهه في النفوس، أقصد النشوز، فلما سمى النشور والخروج عن الطاعة فاحشة عندها تستقبحه نفوس النساء وتنفر منه، كما تنفر من فعلة الزنا التي جرت العادة أن توصف بالفاحشة.
ما مناسبة قوله فلا تخضعن؟
فلا تخضعن: فرع على تفضيلهن ورفع قدرهن إرشادهن إلى قد لا تنبته لها النساء بسبب عدم وضوح آثارها أو تأخر ظهور مثل هذه الآثار فيتساهلن فيها، ولأنها ذرائع خفية نادرة تفضي إلى ما لا يليق بحرمتهن في نفوس بعض الموجودين في المجتمع مجتمع المدينة، وفيه المنافقون.
والخضوع هو التكلم بكلام فيه إزالة للكلفة بينها وبني الرجال.
ما هي المعاني التي ينتهي إليها ذكر التقوى مع النهي عن الخضوع بالقول؟
هذا ليلفت النظر إلى أن ترك الخضوع بالقول إنما هو من التقوى ، وأنه دلالة ظاهرة على ما في القلب منها.
ما هو المعنى المراد من قوله تعالى وقلن قولا معروفا؟
القول المعرف هنا يقصد به ما يمكن للمرأة أن تخاطب به الرجال في حضرة محارمها أو في حضرة الرجال الغرباء، فينبغي على المرأة حين تخاطب الرجال لوحدها، أن تخاطبهم بنفس الطريقة التي تخاطبهم بها في حال وجود أبيها أو أخيها معها ولا تتوسع في ذلك.
من المقصود بقوله تعالى ( أهل البيت )؟
أهل البيت هم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والخطاب موجه إليهن وهذا ما يدل عليه السياق ولم يفهم منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون إلا ذلك، وأن النزول في شأنهن.
وأما ما رواه مسلم من حديث علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فإن دخولهم في أهل البيت جاء تبعا وليس أصلا، والكلام كله جاء أصلا في نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
ما دلالة اختيار كلمة ( المحسنات )؟
لا يخفى على أحد أن الإحسان هو أعلى مراتب العبادة وقد حدده النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك )، وفي هذا إشارة إلى أن من اختارت الله والدار الآخرة فإنها داخلة في أعل مراتب الإيمان.
ما دلالة عدم ذكر أي عقوبة على اختيار الدنيا؟
خلت الآية من الوعيد مبالغة في تحقيق معنى التخيير والاحتراز عن شائبة الاكراه لهن، ولهذا السبب أيضا قدم ذكر التمتيع ووصف التسريح بالجميل، في المقابل ورد في الآي الثانية الوعد بالأجر العظيم إشارة إلى الأفضل لهن والأشرف، وهو اختيار الله ورسوله.
ما دلالة إعادة النداء في قوله ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن )؟
الإعادة هنا للاهتمام بهذا الخبر اهتماما يخصه، والتقييد بقوله إن اتقيتن ليس لقصد الاحتراز من ضد ذلك ولكنه إلهاب وتحريض على الازدياد من التقوى والمعنى ( لستن كأحد من النساء فداومن على ما أنتن عليه من التقوى وزدن في ذلك )، وقريب منه الأمر بالتقوى في أول السورة للنبي صلى الله عليه وسلم.
ما دلالة قوله بيوتكن؟
نسبت البيوت إليهن لأنه ساكنات بها فكانت الحجرات يميز بعضها عن بعض بالإضافة إلى ساكنة البيت، فيقال: حجرة عائشة وبيت حفصة، ولا يقتضي ذلك أنها ملك لهن لأن البيوت بناها النبي صلى الله عليه وسلم تباعا تبعا لبناء المسجد.
ما مناسبة الآية الأخيرة في المقطع؟
الآية الأخيرة تتحدث عن عموم المسلمات بعد أن كان الحديث خاصا بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنها تشير إلى المسلمات بأن الحديث السابق على طول المقطع يتناولهن أيضا، بل هو موجه لهن أساسا بعد صناعة هذه القدوات لهن، وفي مجيء هذه الآية في ختام المقطع إشارة قوية إلى هذا.
ما معنى الفاحشة هنا؟ وهل يتصور إتيان فاحشة من نساء النبي رضوان الله عليهن حتى ينهى عن مثل هذا؟
المقصود بالفاحشة هنا مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم في معيشته ومتطلبات حياته من الاقتصار على الكفاف، والتجافي عن الدنيا، ولا وجه أبدا لإرادة الزنا حاشاهن، وإنما أطلق عليها فاحشة لأن المعصية منهن أعظم باعتبارهن في مقام الأسوة لغيرهن من النساء، وليس في السياق ذكر للزنا من قريب ولا من بعيد فلا وجه لحمله على هذا المعنى، وثم فإن الكلام معلق على شرط والشرط لا يقتضي الوقوع كقول الله ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) وقوله ( لئن أشركت ليحبطن عملك ) وقوله ( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) وفائدة هذا الأسلوب الإشارة إلى أن من يتجاوز الحد تناله العقوبة من الناس وإن كان أقرب الناس إلى خير خلقه.
ما مناسبة ذكر الرجال هنا مع النساء؟
المقصود الأساس في هذا الخطاب هنا هن النساء، وأما الرجال فذكرن معهن للإشارة إلى أن هذين الصنفين في هذه الشرائع سواء وليعلموا أن الشريعة لا تختص بنوع دون نوع.
وربما كان فيها إشارة إلى أن الرجال هم أيضا شركاء للنساء في إصلاح الأسر عموما، كما جاء به هذا المقطع، ولأن المقصود من إصلاح النساء إصلاح المجتمع ككل.
وقد سعت الحركات النسوية ومن لف لفها إلى تصوير الحياة وكأنها ساحة صراع بين الرجال والنساء، وقدموا قضية للنساء يشتغلن بها ويشغلن بها أنفسهن حتى يتمردن على أزواجهن وآبائهن ويخرجن عن طاعتهم.
ولم تتلوث النساء غير المتدينات فحسب بمثل هذه الأفكار بل امتد ليلوث كثير من النساء ممن يحسبن أنفسهن على الدعوة والديانة.
ومثل هذه الآيات تأتي لتنسف هذا التفكير من أصله فالأصل أن النساء والرجال شركاء في إصلاح المجتمع وفي إقامته وفي إرساء أوامر الله فيه وإبطال عادات الجاهلية منه.
ما مناسبة ذكر القرار في البيوت هنا؟
ذكر القرار في البيوت هنا في سورة تتحدث عن إبطال عادات الجاهلية إنما يراد به التنبيه على أن الأصل في المرأة هو قرارها في بيتها ترعى أسرتها وتعتني بزوجها وتربي أبناءها وتعد للأمة جيلها الصاعد الجديد، وقد كانت البشرية كلها على هذا الأمر حتى أوربا، إلى أن جاءت الحركات النسوية لتحرر المرأة – زعموا – وتخرجها من بيتها.
والقرار في البيوت أوصت به الشريعة لأمرين:
الأول: تربية الأبناء.
الثاني: منع الاختلاط بين النساء والرجال.
وقد سعت الحركات النسوية إلى إخراج المرأة من بيتها للعمل وغيره، لتكسر هذين الأمرين:
أولا: لتفقد الأسرة مصدر العناية والرعاية والعاطفة فيها، ولتنتقل مهمة تربية الأبناء وتنشئة الأجيال وزرع القيم من الأسرة إلى المدرسة، ونشأت أجيال مشوهة، مريضة نفسيا كما نشاهد ونسمع من طلاب يدخلون مدارسهم ليقتلوا زملاءهم وأساتذتهم.
ثانيا: انتشر الاختلاط الفاحش في كل ناحية وانتشرت معه حوادث الاغتصاب والتحرش التي تجاوزت نسبة تسعين بالمئة في بعض البلدان الأوربية في العمل والجيش ووسائل المواصلات والجامعات.
وهكذا هدمت أصول المجتمع وصار مشوها.
ما هو حد القول المعروف؟
حد القول المعروف هو ما إذا تكلمت به المرأة أمام الناس أو أمام زوجها أو أبيها أو أخيها أو ولدها ما استنكروه منها ولم تستحي هي منه، فيعرفه الناس ولا يستنكرونه.
ما مناسبة التعقيب بالأمر بالصلاة والزكاة بعد الأمر بالقرار بالبيوت؟
التعقيب هنا جاء للتأسيس لأمر مهم وهو أن ( العفاف لا يكمل إلا بعبادة وطاعة لله ورسوله )، فالعفاف والحجاب فطرة وما لم يقرن بعبادة من صلاة وزكاة وغير ذلك، فإنه عادة يكون سهلا تركها أو التساهل بها، ولهذا أمرهم بالعبادة بعد الأمر بالعفاف والقرار، وكثير من البلدان التي طرأت عليها عادات فاسدة من تبرج وسفور، ترى أنه ينسلخ من الحجاب فيها نساء العادات ويثبت نساء العبادات.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved