درس الأسرى
(حول الأسرى)
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴿٦٧﴾لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴿٦٨﴾فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴿٦٩﴾ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَىٰ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴿٧٠﴾وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴿٧١﴾
ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
في هذا المقطع ينقش السياق حادثة الأسرى المعروفة التي حصلت وما كان فيها من فداء الأسرى ثم عتاب الله عز وجل لنبيه على ما فعلوا، مع إباحة أخذ الفداء الذي أخذوه، والمنع من أخذ الفداء يوم بدر إنما كان بسبب ضعف المسلمين وقلتهم وحاجتهم لقهر عدوهم وكسر شوكته ثم لما كثر المسلمون رخص الله في ذلك في سورة براءة.
وحادثة الأسرى هي إحدى الحوادث التي اختلف فيها المسلمون بعد المعركة، وتأمل كيف تأتي الآيات عقب الأحداث لتبين وتحكم.
ووضع هذا المقطع هنا غاية في الروعة، فإنه لما تقدم الأمر بالإثخان في قوله ( فشرد بهم من خلهم ) ثم بإعداد القوة ثم التحريض على القتال بعد الإعلام بالكفاية ثم إيجاب ثبات الواحد لعشرة، ثم إنزال التخفيف إلى اثنين، كان ذلك كله مقتضيا للإمعان في الإثخان فحسن عتاب الأحباب في اختيار غير ما أفهمه هذا الخطاب لكون ذلك أظهر في الامتنان عليهم بالعفو والغفران بسبب ميل أكثرهم إلى فداء الأسرى.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved