كفاية الله للحق

(كفاية الله للحق)

( حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴿٦٤يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴿٦٥الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴿٦٦

ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

انتقل الكلام هنا إلى الحديث عن كفاية الله للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين، وتكررت كلمة حسبك في الآيات مرتين، وقد ظهرت هذه الكفاية للنبي صلى الله عليه وسلم واضحة في تأييده بالملائكة وتدبير النصر له، وفي تأييده بالمؤمنين المؤتلفة قلوبهم على السمع والطاعة.

ما مناسبة الحديث عن التخفيف في هذا المقطع؟ ولماذا لم يأت الحكم مباشرة بالحدث عن اثنين؟

لا عجب أن يأتي الحديث عن التخفيف هنا، فإن التخفيف ناجم عن كفاية الله للمؤمنين بسبب ضعفهم وما هم فيه، فطالما أن الله كافيهم وهو يتدبر أمرهم فلا يهم إن كان قتالهم للعدد القلل أو الكثير، إذن جاء الحديث بداية عن قتال الكثير ثم جاء التقليل للدلالة على أن الحال مع القلة والكثرة لا تختلف، وأن المهم هو الكفاية أولا وأخيرا، وربما كان المقصود أيضا إظهار فضل الله على عباده، فليس ذكر الحكم بمقابلة الضعفين ابتداء،

ما مناسبة التعقيب بالألف والألفين بعد ذكر العشرات والمئات؟ وما مناسبة التذييل بالمعية للصابرين؟

قيل أن في هذا بشارة للمسليمن على أن عساكر الإسلام سيجاوز عددها العشرات والمئات إلى الألوف، ثم ذكر ( بإذن الله ) ليلفت نظرهم إلى أن هذا الغلب إنما هو بإذن الله وتسهيله وتيسيره لا بقوتهم ولا بجلدهم، ثم ذيل بالمعية للصابرين للتأكيد عليهم بلزومه والتوصية به وأنه من أعظم أسباب النجاح والنصر والظفر لأمن من كان الله معه لم يستقم لأحد أن يغلبه.

ما مناسبة تكرير الخطاب في قوله ( يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال )؟

تكرير الخطاب على الوجه المذكور فيه إظهار مزيد من الاعتناء بالمأمور به، وذلك أنه أفرده بنداء خاص.

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved