الطاعة آية الإيمان
(الطاعة آية الإيمان)
( وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴿١﴾إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴿٢﴾الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴿٣﴾أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴿٤﴾
ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
كلمة يسألونك مؤذنة بوجود تنازع بين الجيش في استحقاق الأنفال، وتفريع جملة ( فاتقوا الله ) على جملة ( الأنفال لله والرسول ) رفع لهذا النزاع بينهم ورده إلى الله ورسوله يقضي بينهم فيه بحكمه، ثم عطف الأمر بإصلاح ذات البين لأنهم اختصموا في شأنها، ليقول لهم: اجعلوا الأمر الذي يجمعكم صالحا غير فاسد، فإنا أمرناكم بما سبق ذكره من الإصلاح والاجتماع إن كنتم مؤمنين، لأننا لا نأمر بذلك غير المؤمنين، وفي هذا إثارة للإيمان في نفوسهم وفيه من التهييج والإلهاب ما لا يخفى.
وليس بعيدا عن السياق فإن الشرط السابق ( إن كنتم مؤمنين ) يثير في النفوس تساؤلات عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الإنسان لكي يكون من المؤمنين، فجاء النص بعرض شيء من هذه الصفات، وانتهى المقطع بذكر عاقبة هؤلاء الذين حققوا هذه الصفات وحققوا الإيمان في قلوبهم.
والحديث عن المؤمنين وصفاتهم من الوجل لدى ذكر الله وزيادة الإيمان حال سماعهم الآيات، مناسب غاية المناسبة للسورة فإن فيه حثا للمؤمنين على الرضى بما قسم لهم النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم بدر، وترك التشاجر بينهم، فمن تحققت به هذه الصفات سارع في رضوان الله والتزام أوامره
ما هي هذه الصفات التي ذكرت؟ وما مناسبتها للسياق؟
ذكر في هذا السياق خمسة صفات، ثلاثة منها قلبية خالصة وواحدة مشتركة وواحدة من أفعال الجوارح وقد جمعت الأخريان مع بعضها منفصلتان عن سابقاتها:
فالثلاثة الأول: وجل القلب لدى ذكر الله وزيادة الإيمان لدى سماع الآيات والتوكل على الله
والأخريان: إقامة الصلاة والإنفاق من المال.
فأما مناسبة هذه الصفات للسياق ودلالاتها التي تحملها معها:
وجل القلب لدى ذكر الله: فإن وجل القلب باعث على تقواه وتحقيق نهيه في ترك التنازع وأمره في الاجتماع.
زيادة الإيمان لدى سماع الآيات: مثل ما سبق فإن زيادة الإيمان يؤدي إلى الطاعة.
التوكل على الله: يقينا بما سيعوضهم به مما قد يفوتهم من الغنائم، لدى امتثال أمره.
ثم فصلت الصفتان الأخريان بتكرار الاسم الموصول ( الذين ) للدلالة على أن وصفهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كان لغرض آخر لا علاقة مباشرة له بأحكام الأنفال والرضى بقسمتها، وكأن الغرض من ذكر هاتين الصفتين ذكر لوازم وظواهر الصفات التي قبلها، فإن من وجل قلبه وزاد إيمانه وتوكل على الله، أقام الصلاة وآتى الزكاة.
ما دلالة تقديم الجار والمجرور في قوله ( وعلى ربهم يتوكلون )؟
التقديم هنا للحصر والاهتمام والمعنى: على ربهم يتوكلون لا على غيره، والتوكل على الله تفويض الأمر إليه في جميع الأمور.
ما دلالة تنكير درجات؟
التنكير هنا للتعظيم.
ما دلالة ذكر كون هذه الدرجات عند ربهم في قوله ( لهم درجات عند ربهم ) ؟
ذكر العندية هنا تشريف لهم وتكريم وتعظيم وتفخيم، فإن الجنات التي تكون عند الله ليست كالجنات التي عند غيره.
ما دلالة كلمة ( حقا ) في هذه الآية ؟
جملة أولئك هم المؤمنون حقا جملة مؤكدة لمضمون جملة ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله ) ولذلك فصلت، ثم جاءت كلمة حقا وهي مصدر مؤكد لمضمون الجملة والمعنى: أن ثبوت الإيمان لهم حق لا شبهة فيه وهو تحقيق لمعنى القصر وما يستفاد منه من معنى المبالغة.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved