تحذير المؤمنين
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)
انتقلت السورة هنا بعد تحذير المؤمنين منهم إلى تحذير المؤمنين من سلوك سبيلهم، وتركز التحذير بأمرين:
الأول: ذكر الله، فإن من المنجيات من حالهم هو الإكثار من ذكر الله فإن الله وصفهم في مواضع أخر بأنهم ( لا يذكرون الله إلا قليلا ) .
الثاني: الإنفاق، فإن الإنفاق أيضا من المنجيات من سبيل المنافقين ومن دلائل الإيمان ولطالما ارتبط هذا بذاك في القرآن، ومن أبرز المواضع التي ارتبط فيها الإنفاق بالإيمان سورة الحديد.
ما مناسبة التذييل في هذا المقطع؟
ذيل المقطع بوصف الله بالخبير بأعمال عباده، وهذا المعنى وهو: استحضار اطلاع الله على دقائق أمور العبد، من أعظم مقومات السلوك ومن أعظم ما يحمي الإنسان المسلم من الوقوع في النفاق من جهة، ومن أعظم دواعي التوبة و الإقلاع بالنسبة للمنافقين.
ما مناسبة هاتان الصفتان لما سبق؟
ذكر الله والإنفاق مناسبات لآخر مقولتين عند المنافقين، فإنهم أغروا سفهائهم بأمرين:
الأول: ألا ينفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي المقابل أمر المؤمنين بالإنفاق.
الثاني: التعالي على المؤمنين وعلاجه الإكثار من ذكر الله واستحضار عظمته وما يورث ذلك من التواضع.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved