الملك والقدرة في سورة تبارك

كم عدد آياتها ؟

في عد آي الحجاز واحد وثلاثون وفي غيرهم ثلاثون

مكان نزولها ؟

مكية بالاتفاق

هل ثبت شيء في فضلها ؟

ورد في فضلها أحاديث كلها فيها مقال وبعضها أضعف من بعض، وقد صحح بعضها بعض المتأخرين من أهل الحديث والعمدة في ذلك على كلام المتقدمين، والله أعلم.

ما هي الأسماء الواردة فيها ؟

تسمى سورة ( الملك ) وسورة ( تبارك ) وسورة ( تبارك الذي بيده الملك ) وكلها في شأن واحد.

 

ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك؟

مقصد السورة هو مطلعها الجامع ( الملك والقدرة ) وحول هاتين الحقيقتين تدور كافة المواضيع الجزئية التي تعالجها السورة، وتعرض صورها فمن الملك والقدرة كان خلق الموت والحياة والابتلاء بهما

وكان خلق السموات وتزيينها بالمصابيح وجعلها رجوما

وكان إعداد جهنم بوصفها وهيئتها وخزنتها

وكان العلم بالسر والجهر

وكان جعل الأرض ذلولا للبشر

وكان الخسف والحاصب والنكير على المكذبين الأولين

وكان إمساك الطير في السماء

وكان القهر والاستعلاء والرزق كما يشاء

وكان الإنشاء وهبة الحواس

وكان الذرء والحشر

وكان الاختصاص بعلم الآخرة

وكان عذاب الكافرين

وكان الماء الذي به الحياة والذهاب به عندما يريد جل وعلا.

هذا التعريف بالخالق وبملكه وقدرته، يجب أن ينعكس في نفس القارئ شعورا حيا به في القلب، مؤثرا، موجها، موحيا بالمشاعر اللائقة بالرب جل وعلا، وبالقيم والموازين التي يزن بها المسلم الأشياء والأحداث والأشخاص.

كما أنه يتجاوز بالإنسان تصوره القاصر عن جميع ما سبق ليأخذه إلى عوالم أخرى، ويهز في نفسه جميع الصور والانطباعات والرواسب الجامدة من تصورات الجاهلية.

 

ما أهمية هذا المقصد في حياة الإنسان؟

لا شك أن سلوكيات الإنسان إنما هي نتاج عقيدته، والقرآن كما هي عادته دائما يركز على العقائد بدلا من التركيز على مفردات السلوكيات، فإذا صلحت عقيدة الإنسان صلحت جميع سلوكياته تبعا، لذلك نجد القرآن دائما ما يتحدث عن الله واليوم الآخر ويصف وصفا تفصيليا قدرة الله وملكة وتصرفه في الكون ويصف أحداث اليوم الآخر وأهواله وحال الناس فيه وصفا أيضا تفصيليا لتبقى هذه المعاني حاضرة في نفوس المتدبرين، فكلما كانت هذه العقائد أكثر حضورا في النفس كلما كان السلوك أكثر انضباطا، وكلما كان الانحراف أقل.

ركز على العقيدة وأصلحها، يصلح السلوك بشكل تلقائيا بكل مفرداته وتفاصيله.

وهذا واضح كل الوضوح في الآية البارزة التي تتحدث عن مجموعة من العباد يخشون ربهم إذا خلوا عن الناس، هذه الخشية الناشئة عن التعظيم الناشئ عن معرفته حق المعرفة، وهذه المعرفة لا سبيل لها إلا الكتاب الذي أوحاه الله إلى نبيه وأطنب في وصف نفسه فيه جل وعلا.

ولا يزال إصلاح الأفراد معضلة التربية والتعليم، ولو اهتم المربون والقادة بمثل هذا لصلحت أحوال الأفراد كل لوحده ولانعكس أثر هذا على المجتمع كله.

 

 

مقاطع السورة :

هذه السورة لها طابع خاص مختلف عن بقية السور، ألا وهو توالي حقائقها وإيحاءاتها في السياق، وتدفقها بلا توقف حول مقصد السورة، بشكل يصعب معه تقسيمها إلى مقاطع، مع حسن تخلص لا تخطئه عين القارئ المتدبر بين كل فكرتين.

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved