ماذا بعد الابتلاء؟
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)
ما مناسبة إتباع ما سبق بذكر عقاب الكافرين؟
لها مناسبتان:
الأولى: ابتدأت الآيات بتكملة ما سبق من الحديث لئلا يتوهم أن العذاب خاص بالشياطين.
الثانية: أنه بعد ذكر الابتلاء ( ليبلوكم ) لا بد من ذكر الجزاء لمن ابتلي فكفر أو ابتلي فصبر، وتوسع ههنا بذكر حال أهل الضلال لما يتناسب مع جو السورة ومواضيعها الداعية إلى تعظيم الله والرهبة منه.
فبدأ بذكر نهايتهم، ثم ما يجده أهل النار عند إلقائهم فيها ثم ثنى بوصف ما يتلقاهم به خزنة النار، ثم انتهى إلى وصف ندامتهم وحسرتهم في مجامعهم في جهنم.
ما مناسبة تقديم السمع على العقل؟
جاء الترتيب هنا متناسبا مع الترتيب الطبيعي لعلمية الاهتداء، فإنها تبدأ أول ما تبدأ بسماع دعوة النذير التي جاء بها، ثم يتلو ذلك إعمال عقولهم فيها ليهتدوا، فجاءت الأفعال في الآية مرتبة وفق هذا الترتيب.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved