ترغيب بعد ترهيب

إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)

تأتي هذه الآية في سياق الترغيب بعد الترهيب والمدح بعد الذم جريا على سنن القرآن، وهذه الآية هي التي تربط ما قبلها بما بعدها في تقرير علم الله بالسر والجهر.

ما مناسبة التنصيص على خشية الله بالغيب؟

ذكرت الآيات حالا خاصة من أحوال أهل الرضوان وهو ( خشية الله بالغيب ) وهو ثمرة معرفة قدرة الله وملكه، فمن استقر في قلبه تعظيم الله المليك المقتدر أثمر ذلك خشية لله في الغيب حيث لا يطلع عليه أحد من أهل الأرض ولا يمنعه عن معصية الله سوى يقينه بأن الله مطلع عليه يعلم سره مثل ما يعلم علانيته كما سيأتي الآن.

وهذه الآية من المعاني البارزة في هذه السورة لأنها تدل على ثمرة الخشية ونتيجتها، وفيها جواب عن سؤال مهم وهو: سبب كثرة الآيات الواردة في صفات الله وفي وصف اليوم الآخر على حساب المواضيع الأخرى، وما ذلك إلا لتربية العقيدة الصحيحة في نفس الإنسان، لتنطلق به في كل مجالات البر.

 

ما مناسبة ذكر المغفرة أولا ثم الأجر الكبير؟

في العادة تقدم التخلية على التحلية، والنظافة على الزينة، ودفع الضر على جلب النفع، فكانت المغفرة بمعنى محو الذنوب وستر ما كان قبل مقدمة لإزالة ما لحق بهم من معاص ومخالفات، ثم أتبعها بالزيادة والكرامة وهي الأجر الكبير.

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved