من بلاغة التكرار في القرآن الكريم

من بلاغة التكرار في القرآن الكريم

ا.د. محمد محمد أبو موسي

إذا جمعنا المعاني التي بنيت على التكرار في كتاب الله وجدنا لها شأنا في حياة الناس أي شأن

لأنه ما تكرر شيء فيه إلا ليتقرب وما تكرر شيء إلا وله شأن عند الله تعالى

وكنت ولا زلت أجد الجمل التي تكررت في المصحف من الكلمات الجامعة لأصول الدين

وكنت ولا زلت وأنا أقرأ سورة الشعراء
وأقرأ خطاب الأنبياء لأقوامهم
وكأنه لسان واحد ينتقل من فم نوح إلى فم هود إلى فم صالح إلى فم لوط إلى فم شعيب يقول قولا واحدًا

فيتأكد لي أن أصول الرسالات واحدة لا تتبدل ولا تتغير .

واقرأ الآتي :

قال الله تعالى- في سورة الشعراء-:
(
إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ٦٠١۝ إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ ٧٠١۝ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٨٠١۝ وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٩٠١۝)

وقال: (إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ٤٢١۝ إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ ٥٢١۝ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٦٢١۝ وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٧٢١۝)

وقال: (إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ صَـٰلِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ٢٤١۝ إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ ٣٤١۝ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٤٤١۝ وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٥٤١۝)

وقال: (إِذۡ قَالَ لَهُمۡ أَخُوهُمۡ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ ١٦١۝ إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ ٢٦١۝ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٣٦١۝ وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٤٦١۝)

وقال: (إِذۡ قَالَ لَهُمۡ شُعَیۡبٌ أَلَا تَتَّقُونَ ٧٧١۝ إِنِّی لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِینࣱ ٨٧١۝ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ٩٧١۝ وَمَاۤ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَیۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِیَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٠٨١۝)

[تجد] الأزمنة التي بين هؤلاء الأنبياء متباعدة
وهم من أوائل الأنبياء قبل إبراهيم عليه السلام الذي هو أبو الأنبياء

وهذه الكلمات الواحدة
مع الأزمنة المتباعدة
تقول لنا إن أصول النبوات واحدة وكأنهم يخاطبون أقوامهم بلسان واحد الكل يدعو
إلى الشهادتين شهادة التوحيد
وأنه رسول أمين
يبلغ قومه شرع الله

ثم يكون الاختلاف في أن لكل شريعة ومنهاجا
هذه الشريعة
وهذا المنهاج متعلقة بالفروع وليست متعلقة بالأصول لأن الأصول واحدة .

راجع:
ا.د. محمد أبو موسي، شرح أحاديث من صحيح مسلم

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved