(لا يقبلون إلا مضطرين)
لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة ولما قبله من الكلام؟
( وظنوا ما لهم من محيص ) هكذا انقطعت آمالهم في الآخرة، أما في الدنيا فقد كانوا في حال أخرى، كانوا يتقطعون من الضراعة في حال أدنى شر يصيبهم، فإذا جاءتهم النعمة فكانوا أبعد الناس عن القبول والهدى.
وأما كفرهم بالآخرة فهو خلق المشركين وسنتهم، ولكن قد يقع منهم أعمال على صورة من لا يظن الساعة قائمة، وعلى كل حال جاءت الآية الأخيرة في شأن أمثالهم ممن لم يصل أمرهم إلى الكفر، لكنهم تخلقوا بمثل هذا الخلق الذميم الناجم عن قلة الإيمان بالدار الآخرة.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved