كف الأذى في المجتمع

(كف الأذى)

( إن الذين يؤذون .. والذين يؤذون )

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (50) تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا (52) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)

ما موضوع هذا المقطع وما هيما مناسبة هذا المقطع لما قبله وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

الذي يظهر أن المقطع كله يدور حول قضية منع الأذى وكفه بين المسلمين بعضهم البعض، وهذا الأذى قد يصدر من عدة جهات بعدة اتجاهات:

من المطلقين إلى المطلقات

ومن الرجال إلى نساءهم

ومن الرجال المسلمين إلى النساء المسلمات الأخريات

ومن المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة تجاه المسلمين والمسلمات في المجتمع المسلم.

وهذه المناسبة هي أفضل مناسبة ظهرت في موضوع هذا المقطع، والله أعلم.

هذه الآيات ناقشت أمور:

1- عدة المطلقة قبل الدخول وبيان أنه لا عدة لها

2- بيان ما أحل الله للنبي صلى الله عليه وسلم من أمور الزواج

3- بيان ما حرم الله على النبي صلى الله عليه وسلم من أمور الزواج

4- بيان العلاقة بين المؤمنين وبين بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه

5- النهي عن أذاه وأذى المؤمنين

6- الأمر بإدناء الجلابيب للنساء

7- وعيد خاص بالمنافقين والذين في قلوبهم مرض والمرجفون.

وقبل أن نبحث في مناسب المقطع لا بد لنا من فهم الكلام وتفسيره :

يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن: يعن نسائه اللاتي معه وقت نزول السورة ممن آتاهن مهورهن

وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك: يعني الجواري اللاتي ملكهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو الصنف الثاني من الحليلات

وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك: وهذا هو الصنف الثالث ممن يحل من النساء

وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها: وهذا هو الصنف الرابع أن تهب المرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فينكحها دون عقد أو مهر أو شهود.

خالصة لك من دون المؤمنين: أي لا يحل هذا النوع من النكاح إلا لك ولا يجوز لامرأة أن تهب نفسها لرجل من المسلمين يتزوجها دون عقد أو مهر.

قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم: أي قد بينا ما اختصصت أنت به دونهم من الأحكام وما اختصوا به من الأحكام هم في أمور النكاح من العدد والهبة.

لكي لا يكون عليك حرج: أي هذا البيان السابق مما اختصصت به من الأحكام لكيلا يكون عليك ضيق في نكاح من نكحت من هذه الأصناف.

ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء: هنا جعل الله لنبيه أن يرجي من النساء اللواتي أحلهن له من يشاء ويؤوي إليه منهم من يشاء، أي تؤخر من تشاء ممن وهبت نفسها لك وأحللناها لك فلا تقبلها ولا تنكحها، أو ممن هي في عصمتك فلا تقربها وتضم إليك من تشاء ممن وهبت نفسها أو ممن في عصمتك فتجامعها إن شئت أو تتركها بغير قسم إن شئت وهذا إسقاط لتكليف العدل في القسم عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان العدل واجبا عليه حتى نزلت هذه الآيات.

ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك: أي هؤلاء النسوة اللاتي أرجيتهن وأخرتهن فلم تقسم لهن ثم بدا لك أن تنكحهن بعد ذلك فلا حرج ولا إثم عليك.

ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن: أي أن ما سبق ذكره من إباحة الإرجاء والإيواء ومعاودة الإيواء لمن أرجأ وعدم اشتراط العدل في القسمة، أدنى أن يرضين لأنه من أمر الله فإن علمن أن الله قد أباح له هذا وأنه من عند الله لم يحزن ورضين جميعهن بما قسمت لهن لأنه تفويض من الله لك في التصرف في هذا الأمر كما تحب وإسقاط لتكليف العدل.

لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن: أي لا يحل لك أن تزيد على هؤلاء النسوة اللاتي تحتك ممن آتيت أجورهن ولا أن تطلق إحداهن وتستبدل بها أخرى حتى لو أعجبك حسنها.

إلا ما ملكت يمينك: أي الأمر مفتوح لك بالنسبة للإماء تزيد فيهن ما شئت.

ما هو المقصود بالحجاب في هذه الآية؟

الحجاب لغة الستر ويستعمل في الكتاب والسنة بمعنى: الحاجز الساتر بين الشيئين، ويكون من جدار أو قماش أو خشب، ولا يطلق على معنى من معاني اللباس، وهو المراد في الآية، ومنه قوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب ) ومنه ( فاتخذت من دونهم حجابا ) ومنه قوله ( حتى توارت بالحجاب ) وغيره من الأدلة، فالحجاب ليس لباسا خاصا وإنما هو ساتر بين جهتين أو شيئين وقد يطلق على الفصل بين رجال ورجال، وقال القرطبي ( الحجاب هو الستر المرخى على باب البيت )، وهو ما يدل عليه حديث أنس، فجاءت هذه الآيات لتكون أصلا في الفصل بين الرجال والنساء، وليس المقام مقام حديث عن التفاصيل، ولكن الفكرة أن الفصل بين الرجال والنساء والحيلولة بينهم بما يستر أصل من الأصول التي دعت إليها الشريعة، وأن اختلاط الرجال بالنساء عادة من عادات الجاهلية، وهذا ما دعت إليه الجاهلية في أوقات كثيرة من عصورها.

قال القرطبي ( في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض أو مسألة يستفتين فيها، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى وبما تضمنته أصول الشريعة ) وإنما شدد الله على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما له وبقية النساء يدخلن في هذا الحكم، لكن حكمهن أخف لأن التبعة عليهن وعلى أزواجهن أيسر، وهذه الآية تدل عل تحريم الاختلاط ومجالسة الجنسين بعضهما لبعض بلا ضرورة.

واستنبطنا هذا الحكم بدلالة ذكر علة مشتركة لكل النساء يشتركن بها كلهن، بل إن تخصيص نساء النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات والصحابة الطاهرين بهذا مع كون قلوبهم أحسن القلوب دليل على مزيد عناية وتحرز فإن كان الأمر مباشرة لمن كانت هذه حاله من الطهر والتقوى، فما بالك بمن دونه.

وأما الخمار: فهو غطاء تغطي به المرأة ثلاثة مواضع : رأسها وشق جيبها يعني الرقبة وما حولها ووجهها، وهو ما يسمى الحجاب اليوم.

وأما الجلباب: فهو لباس فضفاض فوق الخمار، يستوعب أعلى البدن ووسطه، يستوعب أعلى البدن ووسطه. ويسمى حاليا بالملحفة أو الإسدال.

وأما الرداء فهو يستر كامل الجسد وهو ما يشبه ( البالطو ) في أيامنا.

فإن قال قائل: ما مناسبة الحديث عن عدة غير المدخول بها في هذا المكان؟

الظاهر أن هذه القضية وهي عدة غير المدخول بها داخلة في في موضوع كف الأذى، لكن وراء الأكمة ما وراءها ولم يتبين لنا منها إلا هذا المقدار.

وما مناسبة الحديث عن تعداد هذه الأصناف المذكورة في المقطع؟

أيضا لم يتبين لنا مناسبة في ذكر هذه الآيات هنا بهذا التفصيل والله أعلم بمراده.

وما مناسبة الحديث عن الإرجاء والإيواء هنا؟

المقطع كله في العموم استكمال للحديث عن العناية بالمجتمع باعتباره الجبهة الداخلية وهي الجبهة الأهم والتي استغرق الحديث عنها أكثر السورة، وتسليط الضوء هنا جاء على قضية معينة وهي موضوع العدل بين الزوجات، وذكرنا سابقا أن الآية أباحت للنبي صلى الله عليه وسلم ترك بعض زوجاته دون قسم، إلا أنه لم يفعل أي لم يرجئ أبدا إحدى زوجاته بل عدل بالقسمة بينهن أخذا بالأفضل وفي هذا تعليم أي تعليم لكافة المسلمين بالائتساء به.

وما مناسبة الحديث عن دخول البيوت والحجاب في هذه الآية؟

قررت هذه الآيات موضوع الفصل بين الرجال والنساء، والذي يعتبر معلما واضحا من معالم المجتمع المسلم، بل وتعدى الأمر ذلك إلى مراعاة حرمات البيوت وخصوصية أصحابها، ولا زال هذا الأمر واضحا في بعض المجتمعات حيث يدخل الأقرباء بشكل يشبه أن يكون دون استئذان، ودون مراعاة لحرمات البيوت، فجاءت هذه الآيات لتبين الأمرين:

حرمات البيوت

والفصل بين الرجال والنساء.

ما مناسبة الحديث عن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع؟

الإيذاء واضح هنا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، لكن فيه أيضا إشارة إلى عموم الأذى من مثل هذه التصرفات للمسلمين كما سيأتي لاحقا في قوله ( إن الذين يؤذون الله ورسوله .. والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ) والله أعلم.

ما مناسبة الحديث عن أصناف الرجال الذين لا جناح عليهن فيهم؟ وما دلالة التذييل بالأمر بالتقوى؟

لما ذكر الأمر بالمنع كان لا بد من توضيح الأصناف المباحة حتى لا يكون عليهن حرج في هذه الأصناف، وجاء بعدها الأمر بالتقوى كأنه يقول: اقتصرن على هذا واتقين الله في أن تتعدينه إلى غيره، وفي هذا غاية البلاغة والإيجاز، وخصت النساء هنا بهذه الأوامر لقلة تحفظهن وكثرة استرسالهن، والله أعلم.

ما مناسبة الحديث عن إيذاء النبي والمؤمنين هنا؟

يأتي الأمر هنا استكمالا لحلقة الارتباط بين الخطاب المباشر للنبي صلى الله عليه وسلم، وبين انسحاب ما يصلح من الأحكام على جميع المسلمين، لتكون السورة نورا يهتدي به حتى من لم يدركه صلى الله عليه وسلم.

ما مناسبة الختام بالحديث عن الجلابيب؟

يأتي الأمر هنا بالحديث عن إدناء الجلابيب استكمالا للحديث عن الفصل بين النساء والرجال، فأمرت النساء هنا بسبوغ الستر في آخر حلقة من حلقات النقاط التي سيواجهها المسلمون في معركة تغيير الواقع المسلم، وهي أشدها ولا تكون إلا بتربية سابقة جاءت في المقاطع السابقة كلها ابتداء من قوله يا أيها النبي قل لأزواجك وحتى الوصول إلى هذه النتيجة النهائية وهي الستر الفردي للنساء.

وأما الحديث عن المنافقين والمرجفين والذين في قلوبهم مرض، فجاء هنا لأمرين:

الأول: مناسبا لما سبق من التعرض للنساء في الآية السابقة تماما.

الثاني: تخويفهم وتهديدهم بالكف عما هم فيه وإلا سيصيبهم بطش يصيبهم من النبي صلى الله عليه وسلم، ومع أنه لم ينقل قط أن النبي صلى الله عليه وسلم بطش بمنافق لمجرد نفاقه إلا أن الآيات تحمل تهديدا واضحا خاصة بعد ما حصل لحلفائهم السابقين من بين قريظة قريبا.

ما مناسبة وصف ( اللاتي هاجرن معك )؟

هذا الوصف فيما يظهر غير مراد بذاته ولا مقصود به الاحتراز عمن لسن كذلك ولكنه وصف مسوق للتنويه بشأنهن، وخص هؤلاء النسوة من عموم المنع تكريما لشأن القرابة والهجرة التي هي بمنزلة القرابة.

 

 

 

 

Map Shot 2

 

 

Map Shot 3

 

 

 

 

 

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved