( فماذا فعلت آلهتكم؟)

المادة مفرغة من محاضرات للدكتور أحمد عبد المنعم

 

( فماذا فعلت آلهتكم؟)

( له ما في السموات وما في الأرض .. يعلم .. )

 

قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28)

ما هو موضوع هذا المقطع؟ وما مناسبته لما قبله؟ وما مناسبته لمقصد السورة؟

عودة إللى المقدمة: بدأت الآية بإثبات الملك ثم العلم ثم التهديد بخسف الأرض ثم بالإسقاط بالكسف من السماء ثم نموذج للعطاء والسلب وأن العطاء والسلب إنما هو بأمره لا بأمر غيره، ثم وصلت الآيات إلى هنا وكأنها تسأل هؤلاء المعاندين: كل هذا بفعلي، فماذا فعلت آلهتكم ؟ أنا أعطي وأسلب، دون سبب، فما الذي قدمته لكم آلهتكم؟

وهذه الآيات هي آيات التجريد التام، لأنها تنزع أي شيء لغير الله في قلبك، وكل يوم نقول ( أصبحنا وأصبح الملك لله ) وهنا يخلص القلب لله،

ومن الظاهر في هذا المقطع تكرار كلمة قل لعدة مرات في المقطع، وجاءت هنا بعد ما ذكرت من قصص استكمالا للسؤال: هذا ما يملكه الله فما الذي تملكه آلهتكم؟ فجاء الجواب قل من يرزقكم استفهاما استنكاريا، ومن باب التنزل في النقاش،

ما مناسبة ترتيب المواضيع في نزع الملك هنا ( لا يملكون – ما لهم فيهما من شرك – وما له منهم من ظهير- ولا تنفع الشفاعة )؟

هنا تدرج سلب الملك عن غيره:

الأول: لا يملكون أي شيء استقالال

الثاني: لا يوجد حتى شريك معه

الثالث: ولا حتى مساعد

الرابع: ولا حتى شفاعة ولا واسطة.

وهذا تدرج نزولي في الملك.

ما دلالة مقابلة ( تعملون ) مع ( أجرمنا )؟

لم يقل لا تسئلون عما عملنا ولا نسأل عما تجرمون، هذه المقابلة من باب التجرد، ونسبة الغلط إلى النفس تنزلا مع الخصم، وكأنه يقول للخصم: هب أنني مخطئ، اتركني على دعوتي وما أنا فيه، وعلى كل حال سيأتي يوم يفصل ربنا بيننا بالحق.

ما دلالة استعمال كلمة ( يفتح ) ؟

هنا كأن الإغلاق استمر واستمر حتى أتى يوم فتح الله بالحق، بعد كل هذا الإغلاق،

ما مناسبة قوله ( وما أرسلناك إلا كافة للناس )؟

هذه رسالة لكل المعرضين : لو لم تؤمنوا وتهتدوا سييسر الله قوما غيركم يحمل هذا الدين، فالدعوة لا تحتاج أحدا ولكن الناس هم من يحتاجها.

وفعلا لما أعرضت قريش سخر الله لها أهل المدينة.

ما مناسبة قوله ( بشيرا ونذيرا )؟

في هذا التعقيب رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم والدعاة من بعده: أن ليس من وظيفتكم أن تجيبوا أهل الضلال في ما يطلبون، وإنما وظيفتكم هي البشارة والنذارة فحسب، حتى لا يلتفتوا عن وظيفتهم الأساسية.

Map Shot 1

Map Shot 2

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved