علم الله البالغ
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
وتعتبر هاتان الآيتان تتمة وبيانا لما سبق من ذكر خشية الله بالغيب، ولما سبق ذلك من حكاية أقوالهم في الآخرة،
ما مناسبة الآية الثانية للأولى؟
الآية الثانية فيها سؤال تثيره الآية الأولى وهو: كيف يمكن أن يعلم ذات الصدور ومعلوم أن ذات الصدور لا يعلمه أحد إلا صاحبه؟ فأجابتهم الآية بأنه يعلم بما في هذه الصدور كونه خالقها أول مرة، فكما أنه خلقها فهو يعلم ما يتردد فيها، وليس العلم بما فيها بأعجب من الخلق الأول.
ما مناسبة التذييل لمعنى الآية؟
اللطيف هو العالم بخبايا الأمور والمدبر لها برفق وحكمة
والخبير: هو العلم الذي لا تعزب عنه الحوادث الخفية التي من شأنها أن يخبر الناس بعضهم بعضا بحدوثها وهذا سبب اشتقاق هذا الوصف من مادة الخبر، وفي كلتا الكلمتين تأكيد لما سبق من معنى الآيات.
وبعد ذكر السماء والجزاء، ينتقل السياق هنا إلى الأرض باعتبارا الخلق الآخر المقابل للسماء التي تم الحديث عنها في بداية السورة:
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved