سورة الشرح
(بسم الله الرحمن الرحيم)
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (6)
1- قوله تعالى {فإن مع العسر يسرا} {إن مع العسر يسرا} ليس بتكرار لأن المعنى إن مع العسر الذي أنت فيه من مقاساة الكفار يسرا في العاجل وإن مع العسر الذي أنت فيه من الكفار يسرا في الآجل فالعسر واحد واليسر اثنان وعن عمر رضي الله عنه لن يغلب عسر يسرين ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى: (فإن مع العسر يسرا) ما فائدة تكراره؟ . جوابه: أن اليسر الثاني غير “يسر” الأول، بدليل تنكيره، والعسر الأول هو الثاني بدليل تعريفه باللام، وفى الحديث: “لن يغلب عسر يسرين ” إشارة إلى ما ذكرناه. ( كشف المعاني )
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ (7)
1- اللُّغوب/ النَّصَب:إن لفظي “اللُّغوب – النَّصَب” متقاربان في الدلالة؛ حيث يشتركان في معنى التعب. ويتميَّز كلٌّ منهما بملمح دلالي فارق: فالنَّصَبُ: التعب والعناء نفسه أثناء مزاولة الأمر. واللغوب: الإعياء بعد الانتهاء من عمل شاقٍّ، ويكون في البدن والنفس.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
2- لماذا جاءت الآية (سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7) الطلاق) وفى سورة الشرح قال تعالى (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6))؟ / اللمسات البيانية (د. فاضل السامرائي)
(سيجعل) هنا ذِكر حالة عسر كما في قوله تعالى (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ) ليس معه يسر الآن وإنما قُدِر عليه الرزق الآن وهو مُضيّق عليه واليسر سيكون فيما بعد (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (7)) فهذه حالة واقعة خاصة معيّنة والتوسعة ستكون فيما بعد. ولا يمكن أن تأتي محلها (إن مع العسر يسرا) فهذه حالة عامة هذه في سورة الشرح وفيها رأيان قسم يقول أنها خاصة بالرسول لأن سورة الشرح والضحى خاصتان بالرسول أن مع العسر الذي هو فيه سيكون معه يسر وقسم يقول هذه عامة بمعنى أن الله تعالى إذا قضى عُسراً قضى معه اليُسر حتى يغلبه، فالله تعالى قدّر أنه إذا قضى عُسراً قدّر معه يُسراً.
إذن الآية الأولى حالة خاصة ومسألة معينة ولا يصح معها (إن مع العسر يسرا) لأن الرزق مقدّر ومُضيّق عليه الآن والآية وعد بأن ييسر الله تعالى له فيما بعد.
وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
1- الرغبة / الطمع: إن الرغبة والطمع لفظان متقاربان في الدلالة؛ حيث يشتركان في معنى: طلب الشيء. وتتميز الرغبة بالسَّعة؛ ولذا اخْتُصَّتْ بتركيبها مع أحرف الجر الثلاثة: رغب/ في، إلى: بمعنى طلب الشيء بحرص والسعي إليه. رغب عن: بمعنى الانصراف والتباعد عنه. بينما تميز الطمع بملمح دلالي فارقٍ هو: شهوة النفس وكونه من جهة الهَوَى، وما ورد في غير ذلك فتأويله أن الداعي يتضرَّع ويتواضع معلنًا عدم استحقاقه، بل مجرد حرصه. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved