سورة التين

(بسم الله الرحمن الرحيم)

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)

1-             قوله تعالى {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} وقال في البلد {لقد خلقنا الإنسان في كبد} ولا مناقضة بينهما لأن معناه عند كثير من المفسرين منتصب القامة معتدلها فيكون في معنى أحسن تقويم ولمراعاة الفواصل في السورتين جاء على ما جاء ( أسرار التكرار )

ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)

1-             مسألة: قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون (25) وفى سورة التين: (فلهم أجر غير ممنون) بالفاء؟ . جوابه: أن الاستثناء في سورة التين متصل، فتم الكلام به. والاستثناء في “انشقت”: منقطع بمعنى “لكن ” فلم يتم الكلام به، لأن المراد “بأسفل سافلين ” هرمه وضعفه وضعف حواسه وعدم قدرته على الأعمال فصار تقديره: لكن من كان يعمل صالحا فإنا لا نقطع ثوابهم وأجورهم بسبب ضعفهم كما ورد في الحديث. ( كشف المعاني )

2-             مسألة: قوله تعالى: (فلهم أجر غير ممنون) تقدم جوابه في السماء انشقت “.( كشف المعاني )

3-             لهم أجر غير ممنون / فلهم أجر غير ممنون: الاستثناء في سورة الانشقاق منقطع بمعنى (لكن) ، فالانتقال هنا الى صنف مغاير، لذا لم تحتج الجملة للفاء ، لأنها على معنى الاستدراك ، أما سورة التين فالاستثناء فيها متصل فتم الكلام به .( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

1-في آية سورة العصر ذكر التواصي وفي سورة التين لم يذكر التواصي (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فما دلالة هذا؟ / اللمسات البيانية (د.فاضل السامرائى)

في سورة التين فيما ينجي من دركات النار فقال (ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (6)) هذا يكفي للخروج من دركات النار. هذا الحد الأدنى الذي يخرجه من دركات النار ويدخله الجنة لكن لا ينجيه من خُسر.كان ممكن أن يحصل عليه أكثر. هذا إن ترك شيئاً خسر شيئاً قطعاً إن ترك التواصي بالحق أو خسر التواصي بالصبر خسر شيئاً فالتواصي فيه حسنة إذن تركه فيه خُسر. في سورة التين ذكر الحد الأدنى الذي ينجيه من النار ويدخله الجنة، ما الذي ينجي من أسفل سافلين؟ الإيمان والعمل الصالح فليس هناك حاجة للتواصي

فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)

1-              حكام / حاكمين: المراد ب(الحكام) القضاة الذين يحكمون بين الناس، فالمراد بها الاسمية. والمراد بالحاكمين معنى الوصفية، أي كل من اتصف بصفة الحكم. فالملمح البارز في( الحكام ) ثبات الصفة ، للدلالة على الاسمية أو المهنة. والملمح البارز في( الحاكمين ) أنه لمجرد الوصف ، دون أن يكون هذا الحكم ثابتاً أو دائماً.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

         2-ما سبب رفع (اللهُ) فى قوله تعالى(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين) ؟/ اللمسات البيانية (د.فاضل السامرائى)

لا يمكن أن يكون خبر ليس مقدماً لوجود الباء الزائدة والباء في خبر ليس تزاد في الخبر ولا تزاد في الإسم، في خبر ليس وفي خبر كان المنفية وتزاد في الأخبار ولا تزاد في الإسم (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) التين) (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (36) الزمر) (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا (189))حتماً لا بد أن يقول اللهُ ولا يصح أن يقول اللهَ لأن الباء تلحق بخبر ليس ولا تلحق إسمها قطعاً وإنما تلحق الخبر فقط فإذن تعيّن ذكر الباء في هذا الموضع أن يكون الله إسمها مرفوعاً.

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved