( دلائل الربوبية في الأنفس )

( دلائل الربوبية في الأنفس )

( الباب الرابع: خلق الإنسان )

 

وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)

ما هو موضوع هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟ وما هي مناسبته لما قبله من الكلام؟

دلائل الربوبية على قسمين:

الأول: دلائل الآفاق

الثاني: دلائل الأنفس

وهذين القسمين مذكورين في قوله تعالى ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم )

وقد ذكر قبل هذه الآيات دلائل الآفاق ثم انتقل هنا إلى دلائل الأنفس.

وعاد الكلام هنا إلى باب رابع من أبواب الرحمة التي لا يملك مفاتحها إلا الله وحده، وهو باب خلق الإنسان،وذكر فيه عدة وجوه:

الأول:تدرجه في الخلق من التراب إلى النطفة ثم من هذه النطفة يخلق أزواجا ذكورا وإناثا مختلفين، وفيه إشارة إلى تمام القدرة.

الثاني: علمه التام بحمل الإناث ووضعهن، وفيه إشارة إلى تمام العلم، كيف والأنثى نفسها لا تعرف ماذا تحمل؟

الثالث: حفظه جل وعلا لكل زيادة أو نقص في الأعمار، وفيه إشارة إلى تمام الإرادة.

ولو أنك تأملت في هذه المعاني لوجدتها خارجة من قوله تعالى (فاطر السموات والأرض- يزيد في الخلق ما يشاء – ما يفتح من رحمة فلا ممسك لها )، وكأنها شارحة ومفصلة لما أجمل في أول السورة.

وتأمل كيف جاءت الآيات في قوله تعالى ( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بإذنه ) بصيغة الحصر والقصر لأجل لفت الانتباه إلى أن الأمر لله وحده وليس لأحد غيره شيء فيه.

 Map Shot 4

Map Shot 3

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved