( الباب الثالث: العزة )

( الباب الثالث: العزة )

مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)

ما هو موضوع هذه الآية وما هي مناسبته لمقصد السورة؟ وما هي مناسبته لما قبله من الكلام؟

انتقلت هذه الآية للحديث عن باب ثالث من أبواب الرحمة وهي العزة، لتؤكد الآيات أن العزة بيد الله وحده صاحب مفاتح الرحمة، فمن كان يريدها فهي عنده وحده، وطالما أنها له وحده فلن يضره الذين يمكرون السيئات، وطالما أن العزة له فليس بعزيز عليه أن يبير مكر هؤلاء المعاندين.

ما هي أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية؟

اختلف العلماء في عود الضمير على قولين:

الأول: قاوا أنه يعود على آخر مذكور

الثانيك قالوا أنه يعود على المعنى محل الكلام، ومنه اختلف العلماء في تفسير هذه الآية على أقوال بسبب اختلافهم في عود الضمير على أقوال تفيد معان:

الأول: والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، فيكون الفاعل هو العمل الصالح والهاء عائدة على الكلم الطيب – المعنى محل الكلام – وهو المفعول به، ويفيد ذلك أن العمل الصالح يؤكد قبول الكلم الطيب ودليل على صدق فاعله بخلاف من يتكلم ولا يعمل، فلا يقبل منه ذلك الكلم الطيب ما لم يعمل.

الثاني: الكلم الطيب يرفع العمل الصالح، وهو عكس المعنى الأول فالفاعل هنا هو الكلم الطيب والمفعول به هو العمل الصالح والهاء عائدة عليه – وهو آخر مذكور -،

ما مناسبة قوله إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه؟ وما علاقته بالعزة؟

ظهر لنا فيها وجهان:

الأول: له تعلق بالله عز وجل، وهو أن كلمة يصعد تشير إلى العلو والعلو باب مهم من أبواب العزة، فهو عزيز متعال على خلقه، لا يصل إليه أحد، وإنما يصعد إليه من عباده العمل الصالح والكلم الطيب.

الثاني له تعلق بالإنسان فكأن الآيات تشير إلى أن أسباب العزة إنما هي العمل الصالح والكلم الطيب، فالعزيز من بني آدم هو التزم بهذين الأمرين العمل الصالح والكلم الطيب، والذليل من تخلى عنهما حتى لو ملك الدنيا.

ما مناسبة صعود الكلم بنفسه واحتياج العمل الصالح إلى الرفع؟

لم يظهر لنا في ذلك شيء ولعل الله يفتح لنا لاحقا أبواب فهم كتابه فيظهر لنا فيه شيء.

ما المعنى الذي ينتهي إليه تقديم ( فلله )؟

التقديم هذا يفيد الحصر والمعنى: أن العزة لله وحده وليس لأحد غيره فيها شيء، وهذا بخلاف قولنا : فالعزة لله، فهي تفيد أن العزة له وقد يشترك معه فيها غيره، أما التقديم فأفاد اختصاصه وحده بالعزة.

ما مناسبة قوله جميعا؟

مجيء هذه الكلمة يكون للتأكيد، أي أن العزة له، وله وحده، وليس لأحد سواه فيها شيء.

Map Shot 4

Map Shot 3

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved