بين يدي السّورة

إثبات الرسالة في سورة يس

ما هي الأسماء الواردة فيها ؟

سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ يس بِمُسَمّى الحَرْفَيْنِ الواقِعَيْنِ في أوَّلِها في رَسْمِ المُصْحَفِ؛ لِأنَّها انْفَرَدَتْ بِها فَكانا مُمَيِّزَيْنِ لَها عَنْ بَقِيَّةِ السُّوَرِ، فَصارَ مَنطُوقُهُما عَلَمًا عَلَيْها.

ولا يعرف لها اسم غيره.

مكان نزولها؟

وهِيَ مَكِّيَّةٌ، وحَكى ابْنُ عَطِيَّةَ الِاتِّفاقَ عَلى ذَلِكَ

كم عدد آياتها ؟

وعُدَّتْ آياتُها عِنْدَ جُمْهُورِ الأمْصارِ اثْنَتَيْنِ وثَمانِينَ. وعُدَّتْ عِنْدَ الكُوفِيِّينَ ثَلاثًا وثَمانِينَ.

هل ثبت شيء في فضلها ؟

ورد في فضلها أحاديث أسانيدها منكرة ولا يثبت منها شيء.

ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك، وما مناسبة الاسم للمقصد؟

الذي يظهر أن مقصد السورة هو جواب القسم في بدايتها ( إنك لمن المرسلين )، أي إثبات الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وأنه من المرسلين لا ريب، وتوجيه الخطاب للنبي صلى الله عليه سلم في بدايتها بهذا الشكل، يشعر كأن السورة جاءت لتثبته، خاصة أنها أقسمت بالقرآن على ثبوت الرسالة في حقه صلى الله عليه وسلم، ومما يؤيد هذا أيضا وقت نزول السورة وهو في أواخر حصار شعب أبي طالب، والذي استمر حوالي ثلاث سنوات منذ السنة السابعة للبعثة إلى العاشرة وهي مرحلة متأخرة من الفترة المكية.

ومما يؤيد هذا مجيء قصة القوم الذين كذبوا المرسلين في بداية السورة.

ومما يؤيد هذا أيضا تكرار كلمة ( المرسلون ) في مواضع عديدة من السورة حيث جاءت ست مرات في السورة.

أما علاقة الاسم بالمقصد فلم يتبين لنا فيه شيء فالله أعلم به.

والمتأمل في جو السورة يجده مليئا بالظلمات والإعراض وشدة التكذيب والقمح والسدود وطمس الأعين والتهديد بالعذاب في الآخرة، وهذا كله متناسب مع الوقت الذي نزلت به حيث اشتد التكذيب على النبي صلى الله عليه وسلم عنادا ومكابرة، فهو يقدم للدعاة ما يحتاجونه في مثل هذا الجو من العناد والمكابرة حتى يثبتوا على الحق.

ما أهمية هذه القضية حتى تفرد لها سورة كاملة بهذا الحجم؟

مما لا شك فيه أن الداعية مع طول البلاء وشدة التكذيب قد يتسرب إلى نفسه شيء من الوهن أو اليأس فيحتاج إلى من يثبته على الطريق ويشد من أزره، يحتاج إلى من يقول له ( إنك من المرسلين ) إن كان نبيا، أو على طريقهم إن كان دون ذلك، يحتاج إلى من يقول له إنك على صراط مستقيم، وأن يزوده ويلفت نظره ويحيي في قلبه المعاني التي تثبته على الحق وتزيده ثباتا ( كذلك لنثبت به فؤادك )، ومن هنا جاء أهمية هذه القضية وهي التثبيت بالتأكيد على الرسالة المحمولة وأهميتها.