بين يدي السورة
النعمة في سورة القلم
ما هي الأسماء الواردة فيها ؟
سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ في مُعْظَمِ التَّفاسِيرِ وفي صَحِيحِ البُخارِيِّ (سُورَةَ ن والقَلَمِ) عَلى حِكايَةِ اللَّفْظَيْنِ الواقِعَيْنِ في أوَّلِها، أيْ سُورَةُ هَذا اللَّفْظِ.
وتَرْجَمَها التِّرْمِذِيُّ في جامِعِهِ وبَعْضُ المُفَسِّرِينَ سُورَةَ (ن) بِالاقْتِصارِ عَلى الحَرْفِ المُفْرَدِ الَّذِي افْتُتِحَتْ بِهِ مِثْلُ ما سُمِّيَتْ سُورَةُ (ص) وسُورَةُ (ق) .
وفِي بَعْضِ المَصاحِفِ سُمِّيَتْ سُورَةُ القَلَمِ وكَذَلِكَ رَأى الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله – على ما يذكر في كتابته – تَسْمِيَتَها في مُصْحَفٍ مَخْطُوطٍ بِالخَطِّ الكُوفِيِّ في القَرْنِ الخامِسِ.
مكان نزولها؟
وهِيَ مَكِّيَّةٌ قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: لا خِلافَ في ذَلِكَ بَيْنَ أهْلِ التَّأْوِيلِ.
وهَذِهِ السُّورَةُ عَدَّها جابِرُ بْنُ زَيْدٍ ثانِيَةَ السُّورِ نُزُولًا قالَ: نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] وبَعْدَها سُورَةُ المُزَّمِّلِ ثُمَّ سُورَةُ المُدَّثِّرِ، والأصَحُّ حَدِيثُ عائِشَةَ «أنَّ أوَّلَ ما أُنْزِلَ سُورَةُ (﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١]) ثُمَّ فَتَرَ الوَحْيُ ثُمَّ نَزَلَتْ سُورَةُ المُدَّثِّرِ» (
وما في حَدِيثِ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أنَّ سُورَةَ المُدَّثِّرِ نَزَلَتْ بَعْدَ فَتْرَةِ الوَحْيِ يُحْمَلُ عَلى أنَّها نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] جَمْعًا بَيْنَهُ وبَيْنَ حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.
وأكثر المتكلمين على وقت نزولها أنها نزلت ثاني سورة بعد العلق، والذي يظهر من تتبع المعاني فيها أنها ليست الثانية في ترتيب النزول، وأنها نزلت بعد فترة من ابعثة النبوية بعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة العامة، وبعد قول الله تعالى له ( وأنذر عشيرتك الأقربين )، بل بعد نزول طائفة من القرآن فيها شيء من قصص الأولين وأخبارهم التي قال عنها قائلهم ( أساطير الأولين ) وبعد أن اصبحت قريش مدعوة إلى الإسلام كافة، وأصبحت تدفع هذه الدعوة بالاتهامات الباطلة والحرب العنيفة التي اقتضت حديثا طويلا عن المكذبين فيها، وتهديدا لهم في أولها وآخرها على السواء، والمشهد الأخير يوحي بمثل هذه العداوة فهو مشهد عداوة مجموعات كبيرة للدعوة لم تكن كذلك في أل الدعوة وإنما كانت دعوة فردية بأساليب فردية موجهة لأفراد، ولم تكن تلقى الكافرين وهم مجتمعون، ولم يكن هناك إعلان إلا بعد ثلاث سنين من الدعوة كما تقول الروايات الراجحة.
ولكن هذا لا ينفي أن تكون هذه السورة قد نزلت في الفترة الأولى من الدعوة الجهرية، خاصة وأنها تتكلم عن مهادنة وملاينة من قبل المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا في أول الدعوة حين لم يكن المسلمون يشكلون خطرا كبيرا على النظام في مكة، فيحاول هؤلاء استمالة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يسقط شيئا من العقيدة أو يلاينهم فيها ويستمر النظام في مكة على ما هو عليه.
وقس على ما سبق نسبة بعض أجزائها إلى القرآن المدني، وهذا أيضا فيه نظر فإن ترابط معاني السورة يظهر أنها نزلت جملة واحدة، كما أن جميع مواضعيها وطبيعتها من أولها إلى آخرها طبيعة القرآن المكي ومواضيعه مما يضعف احتمال نزول بعضها في المدينة، ويقوي احتمال نزولها جملة واحدة في بداية الدعوة الجهرية.
كم عدد آياتها ؟
واتَّفَقَ العادُّونَ عَلى عَدِّ آيِها ثِنْتَيْنِ وخَمْسِينَ.
هل ثبت شيء في فضلها ؟
لم يثبت في فضلها شيء والله أعلم.
ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك، وما مناسبة الاسم للمقصد؟
الذي يظهر أن السورة تدور حول النعمة، وما يلابسها من معان وقضايا كما سنرى في ثنايا الحديث عن السورة وتتابع المعاني فيها.
ومما يؤيد هذا:
1- افتتح السورة بحرف النون وهو أول حرف في الكلمة.
2- ورود كلمة النعمة في أكثر من موضع بلفظها الصريحة خاصة في بداية السورة ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون )، وفي ختامها ( لولا أن تداركه نعمة من ربه )، أو بمعناها: كالحديث عن المال والبنون، وعن أصحاب الجنة، وكانت النعمة في هذه السورة محور ابتلاء المكذبين من جهة وأصحاب الجنة من جهة، ومحور قصة صاحب الحوت إذ ذكرت القصة لأجل ذكر النعمة التي تداركته من جهة أخرى.
3- كثرة ذكر كلمة الرب مع الضمائر المختلفة ( ربك، ربه، ربنا ) مما يشير إلى معنى الحياطة والرعاية والعناية.
التشابه بينها وبين السور الأخرى:
سورة القلم فيها اتصال بسورتين:
الأولى: سورة العلق والرابط بينهما ذكر القلم.
الثانية: سورة المعارج، والرابط بينهما قوله تعالى ( خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ).
النعمة في سورة القلم
ما هي الأسماء الواردة فيها ؟
سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورَةُ في مُعْظَمِ التَّفاسِيرِ وفي صَحِيحِ البُخارِيِّ (سُورَةَ ن والقَلَمِ) عَلى حِكايَةِ اللَّفْظَيْنِ الواقِعَيْنِ في أوَّلِها، أيْ سُورَةُ هَذا اللَّفْظِ.
وتَرْجَمَها التِّرْمِذِيُّ في جامِعِهِ وبَعْضُ المُفَسِّرِينَ سُورَةَ (ن) بِالاقْتِصارِ عَلى الحَرْفِ المُفْرَدِ الَّذِي افْتُتِحَتْ بِهِ مِثْلُ ما سُمِّيَتْ سُورَةُ (ص) وسُورَةُ (ق) .
وفِي بَعْضِ المَصاحِفِ سُمِّيَتْ سُورَةُ القَلَمِ وكَذَلِكَ رَأى الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله – على ما يذكر في كتابته – تَسْمِيَتَها في مُصْحَفٍ مَخْطُوطٍ بِالخَطِّ الكُوفِيِّ في القَرْنِ الخامِسِ.
مكان نزولها؟
وهِيَ مَكِّيَّةٌ قالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: لا خِلافَ في ذَلِكَ بَيْنَ أهْلِ التَّأْوِيلِ.
وهَذِهِ السُّورَةُ عَدَّها جابِرُ بْنُ زَيْدٍ ثانِيَةَ السُّورِ نُزُولًا قالَ: نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] وبَعْدَها سُورَةُ المُزَّمِّلِ ثُمَّ سُورَةُ المُدَّثِّرِ، والأصَحُّ حَدِيثُ عائِشَةَ «أنَّ أوَّلَ ما أُنْزِلَ سُورَةُ (﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١]) ثُمَّ فَتَرَ الوَحْيُ ثُمَّ نَزَلَتْ سُورَةُ المُدَّثِّرِ» (
وما في حَدِيثِ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أنَّ سُورَةَ المُدَّثِّرِ نَزَلَتْ بَعْدَ فَتْرَةِ الوَحْيِ يُحْمَلُ عَلى أنَّها نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] جَمْعًا بَيْنَهُ وبَيْنَ حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها.
وأكثر المتكلمين على وقت نزولها أنها نزلت ثاني سورة بعد العلق، والذي يظهر من تتبع المعاني فيها أنها ليست الثانية في ترتيب النزول، وأنها نزلت بعد فترة من ابعثة النبوية بعد أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة العامة، وبعد قول الله تعالى له ( وأنذر عشيرتك الأقربين )، بل بعد نزول طائفة من القرآن فيها شيء من قصص الأولين وأخبارهم التي قال عنها قائلهم ( أساطير الأولين ) وبعد أن اصبحت قريش مدعوة إلى الإسلام كافة، وأصبحت تدفع هذه الدعوة بالاتهامات الباطلة والحرب العنيفة التي اقتضت حديثا طويلا عن المكذبين فيها، وتهديدا لهم في أولها وآخرها على السواء، والمشهد الأخير يوحي بمثل هذه العداوة فهو مشهد عداوة مجموعات كبيرة للدعوة لم تكن كذلك في أل الدعوة وإنما كانت دعوة فردية بأساليب فردية موجهة لأفراد، ولم تكن تلقى الكافرين وهم مجتمعون، ولم يكن هناك إعلان إلا بعد ثلاث سنين من الدعوة كما تقول الروايات الراجحة.
ولكن هذا لا ينفي أن تكون هذه السورة قد نزلت في الفترة الأولى من الدعوة الجهرية، خاصة وأنها تتكلم عن مهادنة وملاينة من قبل المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا في أول الدعوة حين لم يكن المسلمون يشكلون خطرا كبيرا على النظام في مكة، فيحاول هؤلاء استمالة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يسقط شيئا من العقيدة أو يلاينهم فيها ويستمر النظام في مكة على ما هو عليه.
وقس على ما سبق نسبة بعض أجزائها إلى القرآن المدني، وهذا أيضا فيه نظر فإن ترابط معاني السورة يظهر أنها نزلت جملة واحدة، كما أن جميع مواضعيها وطبيعتها من أولها إلى آخرها طبيعة القرآن المكي ومواضيعه مما يضعف احتمال نزول بعضها في المدينة، ويقوي احتمال نزولها جملة واحدة في بداية الدعوة الجهرية.
كم عدد آياتها ؟
واتَّفَقَ العادُّونَ عَلى عَدِّ آيِها ثِنْتَيْنِ وخَمْسِينَ.
هل ثبت شيء في فضلها ؟
لم يثبت في فضلها شيء والله أعلم.
ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك، وما مناسبة الاسم للمقصد؟
الذي يظهر أن السورة تدور حول النعمة، وما يلابسها من معان وقضايا كما سنرى في ثنايا الحديث عن السورة وتتابع المعاني فيها.
ومما يؤيد هذا:
1- افتتح السورة بحرف النون وهو أول حرف في الكلمة.
2- ورود كلمة النعمة في أكثر من موضع بلفظها الصريحة خاصة في بداية السورة ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون )، وفي ختامها ( لولا أن تداركه نعمة من ربه )، أو بمعناها: كالحديث عن المال والبنون، وعن أصحاب الجنة، وكانت النعمة في هذه السورة محور ابتلاء المكذبين من جهة وأصحاب الجنة من جهة، ومحور قصة صاحب الحوت إذ ذكرت القصة لأجل ذكر النعمة التي تداركته من جهة أخرى.
3- كثرة ذكر كلمة الرب مع الضمائر المختلفة ( ربك، ربه، ربنا ) مما يشير إلى معنى الحياطة والرعاية والعناية.
التشابه بينها وبين السور الأخرى:
سورة القلم فيها اتصال بسورتين:
الأولى: سورة العلق والرابط بينهما ذكر القلم.
الثانية: سورة المعارج، والرابط بينهما قوله تعالى ( خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ).
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved