(بيان سبب الكفر ورده)

إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39)

ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة وما هي الرسالة التي يحملها؟

في هذا المقطع يعود الكلام إلى صيغة الغيبة، ويعود الحديث لبيان أحوال الشاكين اللاعبين، فيستمر الكلام عائدا على قوله ( بل هم في شك يلعبون ) الذي هو بداية الحديث وأساسه.

 يبين الله عز وجل توغلهم في شكهم ولعبهم، ألا وهو عدم إيمانهم باليوم الآخر والبعث والحساب فيه، فإن هذا معناه أن الله خلق هذا الوجود غابة يأكل قويها ضعيفها، ثم لا يكون اقتصاص من الظالم ولا انتصار للمظلوم، وأنه خلق ودبر عبثا وهملا تعالى علوا كبيرا، فهذا الشك ليس شك باحث عن الحق بل هو شك لاه أهمل عقله، ثم إنهم زادوا باستهزائهم أنهم طالبوا بعودة الأموات السابقين إلى الحياة الآن كدليل على البعث، وهذا لا يحص لأن البعث الموعودين به لا يكون في الدنيا بل يكون في الآخرة، فهم لم يذكروا شبهة على نفي البعث والحشر حتى يحتاج الجواب عنها، ولكنهم أتوا بمثل هذه الأمثال تعنتا وكبرا فاقتصر الله في جوابهم على الوعيد جزاء وفاقا.

وقد ردت الآيات على زعمهم بعدم البعث بأن هذا لو لم يكن، لكان خلق السموات والأرض والناس لا فائدة منه، بل لكان لعبا وعبثا تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

screenshot 05

 

ما مناسبة ذكر تبع هنا؟

بعد أن ضرب الله لهم مثلا بقوم فرعون، زادهم مثلا آخر وهو مهلك قوم أقرب إلى بلادهم من قوم فرعون، فلا زال العرب يتسامعون بعظمة ملك تبع وقومه من أهل اليمن وقد شاهدوا آثار قوتهم وعظمتهم في أسفارهم وما أصابهم من الهلاك بسيل العرم.

إلا أنه لم يظهر لنا على وجه التحديد ما مناسبة ذكر قوم تبع خاصة دون غيرهم، وما هو وجه إفرادهم بالذكر هنا، ولم يذكر مثلا قوم هود أو صالح أو غيرهم؟ وما الذي جعلهم أولى بهذا المكان من غيرهم؟ ويأبى الله إلى أن يعجز البشر ببعض أسرار هذا الكتاب لحكمة يعلمها.

Map Shot 1

 

Map Shot 2

 

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved