النصر والرزق والهدى في يد الملك القدير

أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)

بعد الهدوء في الفقرة السابقة يعود مشهد القوة والقدرة مرة أخرى، فبعد أن خوفهم من الحصب والخسف عاد مرة أخرى ليبين أن لا حامي لهم إلا هو بدليل ما جرى من قبلهم لما وقعوا في الغرور، بل يكفيه جل وعلا أن يقطع عنهم رزقه ليس من الطعام والشراب فقط بل حتى من الهواء، لا شك أن من يعارض هذا واقع لا محالة في كبر مذموم ممجوج.

وهذا الكلام مرتبط بقوله ( أأمنتم من في السماء ) فهو معترض مثله بين حجج الاستدلال

وقوله ( إن أمسك رزقه ) مناظر لقوله ( وكلوا من رزقه )

ما مناسبة الجمع بين المعنيين في الفقرة السابقة؟

تجمع الفقرة السابقة بين أبرز أمرين كان الكفار يعتمدون عليهما في تكذيبهم:

أما الأول: فكان القوة التي يملكونا

وأما الثاني: فكان اعتمادهم على آلهتهم

فأبطل في هذ الفقرة المعنيين معا.

 

ثم تأتي الآية الأخيرة لتعرض مثالا للكافرين وللمؤمنين في سيرهم فهؤلاء يسيرون متخبطين على وجوههم، وهؤلاء يسيرون في مشية سوية على طريق مستقيم، ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved