بأمره البداية وإليه المعاد

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)

ما مناسبة المقطع الحالي للسابق؟

بعد ذكر نعمة الهدى والطريق السوي في المقطع السابق، تبدأ الآيات بذكر الأدوات التي زود الله بها الإنسان ليهتدي ويشكر، ثم ذكره بأنه هو الخالق الأول وأن الحشر الأخير إنما هو إليه.

وفي الآيات انتقال إلى خطاب المشركين على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يقللهم ما سيذكر تفننا في البيان وتنشيطا للأذهان وإجلال لقدر نبيه صلى الله عليه وسلم إذ جعل له حظا من التذكير معه.

ما مناسبة التذييل في الآية الأولى؟

ذكر الشكر القليل هنا بعد ذكر أدوات الهداية، فيه دقيقة لطيفة فكأنه تعالى يقول قد أعطيتكم هذه العطايا الثلاثة مع ما فيها من نعمة، لكنكم ضيعتموها وأفسدهم هذه الهبات فلذلك عقب بعدها بقوله ( قليلا ما تشكرون ) وذلك لأن شكر هذه النعم إنما هو بصرفها في الهدى لما أمر فلما لم نفعل كان ذلك من قلة شكرها.

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved