المقطع الأخير: الدعوة منتصرة متمكنة

                                                                   كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)

1-  ما وجه النهي عن الطاعة؟

النهي عن الطاعة هنا ليس مرادا لذاته بل المراد: النهي عن الخوف الداعي للطاعة والمعنى: لا تخفه ولا تخشاه فإنه لا يضرك.

وهذه الجملة تعتبر من الفذلكة، والفذلكة هي إجمال ما تقدم تفصيله وخلاصته وهي محور السورة ومقصودها فإن مقصود السورة أن الدعوة منتصرة ماضية وأعداؤها ضعفاء لا يقدرون على شيء.

2-  ما هي هدايات ما سبق؟

هذا المقطع له ارتباط بكل المقاطع السابقة:

ففيه ارتباط بشكر النعم التي أنعم الله بها على الإنسان.

وفيه إشارة إلى أن الصلاة هي من أهم ما يذكر الإنسان بالآخرة ويمنعه عن الطغيان.

وفيه إشارة إلى أنها من أشد ما يغيظ أعداء الله، وهذا يظهر أهمية إظهارها كشعار في ديار الإسلام، وقد ورد في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينتظر الفجر، فإن سمع أذانا وإلا أغار عليهم.

وفيه دلالة واضحة على أن السجود من أعظم ما يقرب الإنسان إلى ربه، كما في الحديث ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )

وفيه أن أعظم ما يعين على الثبات إنما هو العبادة، كما قال صلى الله عليه وسلم ( العبادة في الهرج كهجرة إلي )

وفيه أن العبادة من أعظم أسباب حفظ الدين، فحفظ هذا الدين إنما يكون بسبب ظاهر وسبب خفي، فأما الظاهر فهو الجهاد، وأما الخفي فهو صلاح الأمة واستقامة أمرها وأعظم ما يدل عليه صلاة الناس، وكان الصحابة قبل جهادهم يتفقدون العسكر وصلاتهم، وهذه أهم عدة من عدد النصر.

 

 Map Shot 1

 

 

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved