الكلام على عموم السورة ومقصدها

الكلام على عموم السورة ومقصدها

لمحة عامة عن السورة:

–        ما هي الأسماء الواردة في السورة؟

لها اسم واحد هو سورة البلد وسميت بسورة لا أقسم بهذا البلد وهما يؤديان نفس المراد

–        كم عدد آياتها؟ ومتى كان نزولها؟

عد آيها عشرون آية، وقد قال بعضهم أنهانزلت في مكة وقلة قالت أنها في المدينة، ولا يوجد نص قاطع على أنها مكية أو مدنية ليفصل بين الفريقين، فلم يبق إلا الاستئناس بالسياق وخصائص النظم، والناظر فيها يرى خصائص القرآن المكي بارزة عليها بوضوح، بدءا من القسم، ثم القسم بالبلد وهي مكة باتفاق، ثم التذكير بخلق الإنسان في كبد وهذا يذكر ببداية الدعوة، وما واجه المسلمون فيها من كبد، وكلما مضيت بها زاد يقينك بأنها مكية.

–        ما هو مقصد السورة الرئيس؟

الذي يظهر أن مقصد السورة الرئيس هو جواب القسم وهو معنى ( ملازمة الشدة والشقاء للإنسان في حياته )، وهذا المعنى جاء في جواب القسم الذي افتتحت به السورة، وهذه هي القضية المركزية الرئيسة في السورة فقد بنيت عليها بقية أجزاء السورة، لتوضيح الملابسات التي قد تعرض للإنسان في حياته عموما، وللدعوة أيضا وخاصة في أوقات ضعفها وتسلط أعدائها عليها، وستأتي مناسبة كل مقطع والأفكار التي بنيت على هذه الفكرة في بداية الحديث فيه.

التشابه بين البلد والقيامة و بين البلد والعصر:

التشابه بين البلد والقيامة:

جاء التشابه بين البلد والقيامة من وجهين:

الأول: أن كلا السورتين افتتحتا بالقسم بلا أقسم.

والثاني: في قوله ( أيحسب ) ولم يأت في القرآن ( أيحسب ) إلا في هاتين السورتين، وجاء في كل منهما في موضعين:

جاء في القيامة:

أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه

أيحسب الإنسان أن يترك سدى

وجاء في البلد:

أيحسب أن لن يقدر عليه أحد

أيحسب أن لم يره أحد

وكل موضع مناسب للموضع المقابل من السورة، فقوله تعالى أيحسب أن لن نجمع عظامه مناسب لقوله أيحسب أن لن يقدر عليه أحد، وقوله أيحسب الإنسان أن يترك سدى مناسب لقوله أيحسب أن لم يره أحد.

التناسب بين البلد والعصر:

هاتان السورتان هما الوحيدتان اللتان أتى بهما فعل التواصي:

جاء في البلد:

وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة.

وجاء في العصر:

وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

وهذا الفعل ينفي تماما أي وجود للتدين الفردي في المجتمعات الإسلامية وهذا كان في الدعوة المكية يوم لم يكن للمسلمين دولة ولا شوكة فما بالك بما بعدها من العصور، ومع ذلك ومع الشدة التي كانوا يلاقونها حين نزول السورة أمرهم القرآن بأن يوصي بعضهم بعضا.