(العظمة .. بين الخلق والتدبير)

 (العظمة .. بين الخلق والتدبير)

ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16) وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ (17) وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (21) وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (22)

ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

بعد أن ختم المقطع السابق بذكر الجنة ووراثتها من قبل المؤمنين المفلحين، ولما كانت هذه الوراثة في الدار الآخرة التي يكون الله فيها هو الملك المقتدر، انتقل الحديث إلى ذكر طرف من هذه القدرة في مساقين:

الأول: ابتداء خلق الإنسان وتطوره وصولا إلى موته ثم بعثه.

الثاني: تدبير الله لهذا الإنسان بتسخير الكون له ابتداء من السموات مرورا إلى نزول الماء من السماء ثم إنبات الحدائق والفواكه ثم تسخير الأنعام وانتهاء بتسخير البحر ليحمل الفلك، والفلك لتحمل الإنسان.

وكأن الآيات تحمل الرسالة التالية: تذكروا عظيم قدرته وكمال صنعته وعظموه حق تعظيمه واشكروه على ما أولاكم من تلك النعم وأخلصوا له الدين لتفلحوا فتكونوا من الوارثين.

وعمارة النفوس بالله وتعظيمه أصل عظيم من أصول القرآن لذلك تجده فيه حيثما حللت ورحلت.

لماذا أسهب في النعم وفصل فذكر الطعام والشراب والدهن والصبغ والفلك .؟

ليناسب قوله ( وأترفناهم في الحياة الدنيا ) لاحقا في المقطع التالي.

ومن لطائف النظم أنه ختم تعداد النعم بالحمل في الفلك ( وعليها وعلى الفلك تحملون )

ثم ابتدأ بنوح عليه السلام الذي حُمل في الفلك .

وهذا حسن تخلص بديع جدا .

ما مناسبة تسمية السموات بطرائق ؟

سميت طرائق لأنها مطارقة بعضها في أثر بعض وهذا من قولهم ( فلان على طريقة ) أي على حالة واحدة وهذا مطراق هذا أي تلوه ونظيره وريش طراق إذا كان بعضه فوق بعض.

 

Map Shot 1

 

Map Shot 2

 

 

Map Shot 4

 

Map Shot 5

 

Map Shot 6

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved