( الربح في حالة الضراء )
( الربح في حالة الضراء )
( إن أصابته ضراء صبر )
مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)
ما موضوع هذه الآيات وما مناسبتها لمقصد السورة؟
انتقلت الآيات هنا إلى طعم آخر ولون آخر، وهو الحديث عن خسارة لكن من نوع آخر، أقل من الأولى، وهي خسارة الموحدين المسلمين الذين آمنوا بالله ورسوله لكن أشغلتهم دنياهم، وانشغلوا هم بها، فاصابتهم خسارة، وهي مع أنها ليست كخسارة الكافرين، إلا أنها خسارة كبيرة في نفس الوقت، فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ لاَ يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: «بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ» .
وجاء مثل هذا المعنى في سورة الواقعة مطولا في الفرق بين درجة المقربين ودرجة أصحاب اليمين.
وهذا المقطع خاصة يتحدث ربح المؤمنين في حالة الضراء، وهي ترشده إلى طريقة الربح في حال أصابته مصيبة، ورتبت الآياتُ الأفكارَ في الآية الأولى على النحو التالي:
أولا: أكدت على معنى مهم جدا ألا وهو أنه على الإنسان المسلم أن يعلم علما يقينيا أن المصائب المقدرة إنما هي من عند الله وحده
ثانيا: رغبت المؤمن بهذه العقيدة بالجزاء المترتب عليها وهي هداية القلوب.
ثالثا: عادت إلى الله لتزرع عقيدة لا تقل أهمية عن الأولى وهي أنه بكل شيء عليم، وطالما أنه بكل شيء عليم فهو أعلم بما يصلح وبما لا يصلح وعلى هذا الأساس يكون التصرف في الكون.
ثم انتقل الحديث إلى طاعة الله وطاعة الرسول، وختم بالتوحيد
ما مناسبة الأمر بطاعة الله ورسوله بعد الحديث عن الإيمان بالقضاء والقدر؟
بعد الحديث عن الإيمان، ذكر الله عز وجل ما يعين على ذلك وهو المداومة على الطاعة والاستسلام لأوامر الله عز وجل فهذا مما يعين على تحمل المصائب.
ما مناسبة ختام المقطع بالتوحيد؟
ثم ختم بالتوحيد والتوكل، ولا عجب، فإن التوحيد منبع الخيرات كلها، وهو أصل الدين، وكلما اعتمل التوحيد في القلب زاد التوكل على الله، وثبت في القلب اعتقاد ان كل شي يحدث له إنما هو بقضاء الله وقدره، فلا يغتم ولا يحزن.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved