( بين الربح والخسارة )

( بين الربح والخسارة )

زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (7) فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (10)

ما موضوع هذه الآيات وما مناسبتها لمقصد السورة؟

في الآية الأولى تسوق لنا الآيات السبب الرئيس والأهم في الخسارة وهو: إنكارهم البعث

في الآية الثانية تسوق لنا الآيات السبب الرئيس والأهم في الربح وهو: الإيمان بالله ورسوله والوحي.

ثم تمضي لتؤكد لنا بأن ذلك اليوم هو اليوم الذي ستظهر فيه الخسارة الحقيقية والربح الحقيقي، لأنه فيه سيجمع الناس وكل سيأخذ حقه.

ثم تمضي أيضا لتقص علينا أحوال الرابحين والخاسرين ومآلاتهم لنعتبر بها ونتعظ ونركز على الربح الحقيقي والخسارة الحقيقية لا تفوتنا.

ما مناسبة قوله لتبعثن ثم لتنبؤن؟

سبق في المقطع السابق إثبات صفتين لله تعالى:

أولاهما: الخلق

ثانيهما: العلم

وهذه مناسبة لما جاءت الآيات تثبته هنا:

البعث في مقابل الخلق

والإنباء بالأعمال في مقابل العلم.

ما هي المعاني التي ينتهي إليها ذكر يوم الجمع قبل يوم التغابن؟

ذكر الجمع قبل التغابن زيادة في حسرتهم، فإن المغبون عندما يعرض حاله على الناس جميعا وتظهر خسارته للناس جميعا، تكون الحسرة أكبر والندامة أعظم مما لو غبن بينه وبين نفسه.

ما هي المعاني التي ينتهي إليها ذكر النور ووصف القرآن بها ههنا؟

لأن من معه هذا النور رابح ولا شك، فإن الذي يبيع ويشتري في النهار ويرى ويعاين الشيء في ضوء النهار تظهر له حقيقة الأشياء قبل شراءها فلا يغبن غالبا.

ما مناسبة القسم بقوله ( وربي )؟

الرب لها ثلاثة معان: السيد والمصلح والمربي بالنعم، والكفار يعترفون لله بالربوبية لا ينكرونها، ويعلمون أن الله هو الرب لا ينكرون ذلك، وطالما أقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله فيستحيل عليه الكذب لأنه قسم عظيم، خاصة مع ما عرف عنه من صدق وأمانة سابقين صلى الله عليه وسلم، فلذلك جاء القسم بالرب، هذا أولا، وجيء بلفظ الرب مضافا للنبي صلى الله عليه وسلم، للإشارة إلى معنى الحفظ والرعاية والتربية التي أحاط الله عز وجل بها نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنه حاميه وناصره ومصلح أمره وشأنه.

ما مناسبة الإفراد في قوله تعالى ( ومن يؤمن )؟

لم يتبين لنا مناسبة قوية في هذا الشأن ولعل الله يفتح لنا أبواب فهم كتابه لاحقا.

ما مناسبة ذكر الفوز العظيم مع المؤمنين في مقابل وصف أصحاب الجحيم مع الكافرين؟

لم يتبين لنا مناسبة في هذا الشأن ولعل الله يفتح لنا لاحقا أبواب فهم كتابه.

Map Shot 5

Map Shot 6

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved