( التربية بالأمثال )
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) قُلْ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (6) وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (7) قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)
ما مناسبة هذا المقطع لهذه السورة؟
هذه الآيات تذكر موقف بني إسرائيل من الرسالة والأمانة، أمانة الدين والوحي، ووجه الشبه أن بني إسرائيل لم يعرفوا ولم يقدروا قيمة هذه الرسالة وهذا الاصطفاء فأعرضوا عنه وتركوه، وكذلك الحمار لا يعرف قيمة ما يحمل فلا ينتفع به، والحمل هنا يقتضي الفقه والفهم أولا ثم العمل بمقتضاه ثانيا، فلما لم يفقهوها ولم يعملوا بها، ورغبوا عنها لعدم معرفتهم بقيمتها وفضل الله عليهم بها، صار مثلهم كمثل الحمار يحمل الكتب الكثيرة لكنه لم ينتفع بها وهي صورة قبيحة أي قبح.
ففي هذه الآية تحذير للمسلمين أن يكون موقفهم تجاه هذه الأمانة مثل موقف بني إسرائل منها، ودعوة لهم إلى رعايتها حق الرعاية بعد أن عرفهم فضل الله عليهم فيها في المقطع الماضي.
ثم يعلنها في الآية الثانية والثالثة صريحة: أن ليس بينه الله وبين أحد من خلقه نسب ولا حسب، إنما هي السنن، وإنما هي الأعمال والقربات.
ثم تأتي الآية الأخيرة في المقطع لتبين حقيقة لطالما غابت عن أذهان الناس وهي حقيقة النهاية، والموت، والرجوع إلى الله العالم بكل شيء لنحاسب عن كل ما سبق
ما مناسبة التذييل في الآية الثانية؟
جاء التذييل بقوله ( والله لا يهدي القوم الظالمين ) إشارة إلى أن سوء حالهم وما هم فيه من الضلال البعيد لا يرجى له انكشاف ولا انفكاك، فكانت عقوبة إعراضهم عن التكليف وإصرارهم عليه أن طبع الله على قلوبهم وحرمهم عناية الإنقاذ مما هم فيه.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved