سورة نوح
(بسم الله الرحمن الرحيم)
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (4)
1- مسألة: قوله تعالى: (ويؤخركم إلى أجل مسمى) ثم قال: (إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر) فالأول: مجوز للتأخير، والثاني: يمنع منه؟ . جوابه: قيل: الأول: أجل الموت بالنسبة إلى كل واحد. والثاني: أجلهم جميعا بالاستئصال. ( كشف المعاني )
2- – يغفر لكم ذنوبكم / يغفر لكم من ذنوبكم: هناك ثلاثة مواضع في القرآن الكريم خوطب بها الكافرون بشأن غفران ذنوبهم، “مِن” في هذه الآيات مستعملة للدلالة على التبعيض؛ لأن الخطاب للكفار، فلم يُسَوِّ القرآن بينهم وبين المؤمنين، وإنما خاطب المؤمنين في شأن غفران الذنوب فلم تستعمل “مِن” كما في قول الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10)
1- الغافر/ الغفور/ الغفار/ذو المغفرة/ أهل المغفرة : تشترك جميع هذه الألقاط في إثبات المغفرة لله عز وجل، وتختلف فيما بينها بملامح دلالية تميزها: فالغافر: تتميز بالجمع بين وصف المغفرة ،ووقوع هذه المغفرة وفاعلها هو الله، وهذه يدل على الثبات والتجدد معاً.( الغفور):تفيد دوام المغفرة وكثرتها ، وقدرة الله على ذلك.( الغفار): تفيد كثرة المغفرة وتكرارها ،وتجددها، وملازمتها، وتعدد متعلقاتها ودواعيها. والتعبير(ذو المغفرة) يفيد ملكية الله عز وجل للمغفرة مع قدرته على منعها أو منحها. أما التعبير( أهل المغفرة): يفيد الجدارة والاستحقاق لهذا الوصف.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً (12) مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً (13)
1-الأمل/ الرجاء / الطّمَع : تشترك جميعها في توقع الخير ولكن يختص كل لفظ منها بملامح دلالية تميزه فالأمل يختص ب طول الزمن وبُعد المطلوب ، والرجاء يتميز بالتلازم مع الخوف ، أما الطمع يتميز بقوة الرغبة وقرب المطلوب. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
2- الرجاء / التمني: إن الرجاء والتمني لفظان متقاربان في الدلالة؛ حيث يشتركان في معنى: الأمل والترقب. ويتميز الرجاء بملامح فارقة هي: أنه يقوم على غلبة الظن لا على التوهُّم. وأنه يستعمل بمعنى الخوف.
بينما يتميز الرجاء بملامح فارقة هي: أنه يستعمل بمعنى الكذب والاختلاق. وأنه يستعمل بمعنى القراءة، وأنه يستعمل مرتبطًا بتأميل الآمال الباطلة التي لا دليل عليها. وكل هذه المعاني ترجع إلى المعنى الأصلي وهو التقدير والصورة الحاصلة في النفس.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنْ الأَرْضِ نَبَاتاً (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ بِسَاطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً (21)
1- قوله {قال نوح} بغير واو ثم قال {وقال نوح} بزيادة الواو لأن الأول ابتداء دعاء والثاني عطف عليه ( أسرار التكرار )
وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22)
1- كبير/ كُبَّار: (الكبار) أبلغ من ( الكبير)، لكنه أخص منه دلالياً وأقل منه تعبيراً عن تنوعات المعنى ودرجاته..( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (24)
1- قوله {ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} وبعده {إلا تبارا} لأن الأول وقع بعد قوله {وقد أضلوا كثيرا} والثاني بعد قوله {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} فذكر في كل مكان ما اقتضاه معناه ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى: (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) وقال تعالى في آخر السورة (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) ما وجه التخصيص؟ . جوابه: لما قال قبل الأولى: (وقد أضلوا كثيرا) ناسب قوله: (إلا ضلالا) وقال في آخر السورة: (لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وهو دعاء بالهلاك، ناسب قوله: (إلا تبارا) أي هلاكا. ( كشف المعاني )
3- إلاَّ ضلالاً / إلاَّ تبارًا: لما قال الله عز وجل في الآية الأولى: {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا}؛ ناسب قوله عز وجل: {إِلَّا ضَلَالًا}.
وقال في آخر السورة: {لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا}، وهو دعاء بالهلاك؛ ناسب قوله عز وجل: {إِلَّا تَبَارًا} أي: هلاكًا. (معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَاراً (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنْ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26)
1-قوله {قال نوح} بغير واو ثم قال {وقال نوح} بزيادة الواو لأن الأول ابتداء دعاء والثاني عطف عليه ( أسرار التكرار )
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً (27)
1- كفار/كفور: إن كلمة (كَفَّار) تفيد التكرار والتجدُّد والاستمرار والملازمة، بينما كلمة (كَفُور) تفيد المبالغة التي ليس بعدها مزيد.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً (28)
1- قوله {ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} وبعده {إلا تبارا} لأن الأول وقع بعد قوله {وقد أضلوا كثيرا} والثاني بعد قوله {لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا} فذكر في كل مكان ما اقتضاه معناه ( أسرار التكرار )
مسألة: قوله تعالى: (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) وقال تعالى في آخر السورة (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) ما وجه التخصيص؟ . جوابه: لما قال قبل الأولى: (وقد أضلوا كثيرا) ناسب قوله: (إلا ضلالا) وقال في آخر السورة: (لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وهو دعاء بالهلاك، ناسب قوله: (إلا تبارا) أي هلاكا. ( كشف المعاني )
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved