سورة الذاريات
(بسم الله الرحمن الرحيم)
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً (1) فَالْحَامِلاتِ وِقْراً (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً (3)
1- جاريات / جوارٍ: أن الصيغة الصرفية “جاريات” أُرِيدَ بها الوصفية، أما صيغة “جوارٍ” فأُرِيد بها الاسمية .(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)
1- أَفَكَ / صَرَفَ: الأفك هو نوع من الصرف والتحويل ولكن باستخدام الإِفْك ( أي الكذب ) وسيلة لذلك. وقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم في ذم الكفار والمكذبين. بينما استعمل الصَرْفْ في القرآن الكريم لمطلق الرد والتحويل. فالأفْك وسيلته هي الكذب وهو أخصّ من الصرف.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)
1- قوله {إن المتقين في جنات وعيون} {آخذين} وفي الطور {في جنات ونعيم} {فاكهين} ليس بتكرار لأن ما في هذه السورة متصل بذكر ما به يصل الإنسان إليها وهو قوله {كانوا قبل ذلك محسنين} وفي الطور متصل بما ينال الإنسان فيها إذا وصل إليها وهو قوله {ووقاهم ربهم عذاب الجحيم} {كلوا واشربوا} الآيات 18 19 20 . ( أسرار التكرار )
2- أعين/ عيون: إن الاستخدام القرآني للكلمتين (أعين/ عيون) يظهر في معنى جمع عين. وكلمة(عين) من المشترك اللفظي الدال على مدلولات كثيرة كحاسة البصر، وعين الماء وعين الجيش “الجاسوس” … الخ وقد خصص الاستخدام القرآني الجمع ( أعين) في أحد معاني هذا المشترك اللفظي ، وهو جمع العين التي هي حاسة البصر ، بينما خصص الجمع (عيون) في أحد معاني هذا المشترك اللفظي ، وهو جمع عين ماء.(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)
1- مسألة: قوله تعالي: (حق معلوم) وفى الذاريات: (حق للسائل والمحروم) بإسقاط ” معلوم “. قيل المراد بآية الذاريات: الصدقات النوافل لقرينة تقدم النوافل، وبهذه الآية الزكاة لتقدم ذكر الصلاة لأنها معلومة مقدرة. ( كشف المعاني )
2- حق معلوم / حق للسائل والمحروم: المراد بآية الذاريات: الصدقات النوافل؛ لقرينة تقدُّم ذكر النوافل، والمراد بآية المعارج: الزكاة؛ لتقدم ذِكْرِ الصلاة؛ لأنها معلومة مقدَّرة. ( معجم الفروق الدلالية/ بتصرف)
وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ (23) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاماً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27)
1- قوله {وأبصرهم فسوف يبصرون} ثم قال {وأبصر فسوف يبصرون} كرر وحذف الضمير من الثاني لأنه لما نزل {وأبصرهم} قالوا متى هذا الوعد الذي توعدونا به فأنزل الله {أفبعذابنا يستعجلون} كرر تأكيدا وقيل الأولى في الدنيا والثانية في العقبى والتقدير أبصر ما ينالهم فسوف يبصرون ذلك وقيل أبصر حالهم بقلبك فسوف يبصرون معاينة وقيل بعد ما ضيعوا من أمرنا فسوف يبصرون ما يحل بهم وحذف الضمير من الثاني اكتفاء بالأول {وقيل} الضمير مضمر تقديره ترى اليوم خيرهم إلى تول وترى بعد اليوم ما تحتقر ما شاهدتهم فيه من عذاب الدنيا وذكر في المتشابه {فقال ألا تأكلون} بالفاء وفي الذاريات {قال ألا تأكلون} بغير فاء لأن ما في هذه السورة اتصلت جملة بخمس جمل مبدوءة بالفاء على التوالي وهي {فما ظنكم} الآيات 87 90 والخطاب للأوثان تقريعا لمن زعم أنها تأكل وتشرب وفي الذاريات متصل بمضمر تقديره فقربه إليهم فلم يأكلوا فلما رآهم لا يأكلون قال ألا تأكلون والخطاب للملائكة فجاء في كل موضع بما يلائمه . ( أسرار التكرار )
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28)
1- قوله {بغلام حليم} وفي الذاريات {عليم} وكذلك في الحجر 53 لأن التقدير بغلام حليم في صباه عليم في كبره وخصت هذه السورة بحليم لأنه عليه السلام حليم فاتقاه وأطاعه وقال {يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} والأظهر أن الحليم إسماعيل والعليم إسحاق لقوله {فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها} قال مجاهد العليم والحليم في السورتين إسماعيل وقيل هما في السورتين إسحاق وهذا عند من زعم أن الذبيح إسحاق وذكرت ذلك بشرحه في موضعه . ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى: (فبشرناه بغلام حليم (101) وفى الذاريات: (بغلام عليم) ما وجه مجئ كل واحد في موضعه؟ . جوابه: إنما وصفه هنا بالحلم: وهو إسماعيل والله أعلم وهو الأظهر لما ذكر عنه من الانقياد إلى رؤيا أبيه مع ما فيه من أمر الأشياء على النفس وأكرهها عندها ووعدها بالصبر، وتعليقه بالمشيئة، وكل ذلك دليل على تمام الحلم والعقل وأما في الذاريات: فالمراد – والله أعلم – إسحاق، لأن تبشير إبراهيم بعلمه ونبوته فيه دلالة على بقائه إلى كبره، وهذا يدل على أن الذبيح إسماعيل (كشف المعاني)
فَأَقْبَلَتْ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
1- زوج / امرأة: إن لفظي “زوج ـ امرأة” بينهما تقارب دلالي؛ إذ يشتركان في الدلالة على العلاقة بين الرجل والمرأة. ويختص لفظ الزوج بملمح المشاكلة والمجانسة؛ ولذلك جاء في سياق النعمة والخير. بينما يختص لفظ “المرأة” بملمح الأنوثة؛ لذلك جاء في سياق ذكر الحمل والولادة وما هو من مقتضيات صفة الأنوثة..( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (37) وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمْ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)
1- قوله {إني لكم منه نذير مبين} وبعده {إني لكم منه نذير مبين} ليس بتكرار لأن كل واحد منهما متعلق بغير ما تعلق به الآخر فالأول متعلق بترك الطاعة إلى المعصية والثاني متعلق بالشرك بالله تعالى . ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) ثم قال تعالى بعد في ما ختم به الآية الثانية: (إني لكم منه نذير مبين) فكرر ختم الآيتين بذلك؟ . جوابه: أن الفرار الأول، من المعاصى إلى الطاعات، والإنذار فيه من عقوبة المعاصرى. والإنذار الثاني: من عقوبة الشرك، وللدلالة على أن الطاعات مع الشرك غير نافعة من العذاب عليه. ( كشف المعاني )
3- إن الاستعمال القرآني للألفاظ الثلاثة ( أَبَقَ – فرً _هرب) متقارب الدلالات, إذ يجمع هذه الألفاظ ملامح مشتركة وهي: 1- الحركة 2 -السرعة 3- الخوف 4- التباعد عن مصدر الخطر.وتتمايز هذه الألفاظ بملامح دلالية فارقة لكل منها على النحو التالي:
أبق: يختص بالعبد دون الحر, والرغبة في التخلص من المشقة
فرّ: يختص بملمح الانكشاف واللجوء الى مصدر الأمن.
هرب: يختص بملمح الجد والاشتداد في التباعد عن مصدر الخطر.
وملمح الاستتار والتخفي موجود في الاباق والهرب، أما الفرار فد يكون خفية وقد يكون جهراً والأكثر أن يكون علانية لا سراً. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)
1- قوله {إني لكم منه نذير مبين} وبعده {إني لكم منه نذير مبين} ليس بتكرار لأن كل واحد منهما متعلق بغير ما تعلق به الآخر فالأول متعلق بترك الطاعة إلى المعصية والثاني متعلق بالشرك بالله تعالى . ( أسرار التكرار )
2- – مسألة: قوله تعالى (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) ثم قال تعالى بعد في ما ختم به الآية الثانية: (إني لكم منه نذير مبين) فكرر ختم الآيتين بذلك؟ . جوابه: أن الفرار الأول، من المعاصى إلى الطاعات، والإنذار فيه من عقوبة المعاصرى. والإنذار الثاني: من عقوبة الشرك، وللدلالة على أن الطاعات مع الشرك غير نافعة من العذاب عليه. ( كشف المعاني )
كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)
1- الرازق/ الرَّزَّاق: السياقات التي وردت فيها هذه الصيغة أنها جاءت جمعًا ومضافة إلى اسم التفضيل (خير). ومعنى {خَيْرُ الرَّازِقِينَ}: أنه سبحانه وتعالى أفضل الرازقين وأكثرهم خيرًا. وهذا يعنى أن صفة (الرازق) ليست خاصَّة بالله عز وجل، ولذلك جاءت على وزن اسم الفاعل لتشمل المخلوقين، والمركب الإضافي في {خَيْرُ الرَّازِقِينَ} يخصِّص الله عز وجل بالخيريَّة والأفضليَّة. أما الوصف (رزَّاق) فورد بصورة المفرد، في آية الذاريات، وهو صيغة مبالغة على وزن (فعَّال) لإفادة كثرة الرزق وتعدُّد وجوهه، ولم يوصَف به غير الله عز وجل .( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوباً مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمْ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved