حصد: كما يقول ابن فارس أصل في قطع الشيء، فكل ما قطع يسمى حصيدا، وحصاد الشجر ثمره، والحصاد الزرع المحصود. ولأننا مثل خامة زرع، غرباء عابرو سبيل إنما نحنُ مِثلُ خامةِ زَرْعٍ فمتى يَأْنِ يَأْتِ محتصِدُهْ ولا بد لكل زرع من حصاد، فالزرع لا يكون لأجل الزرع، وإنما لأجل حب الحصيد، وحتى لا نذر حصادنا في سنبله، كان لزاما علينا أن نؤتي حقه يوم حصاده، وكان لزاما على كل سائر في طريق طلب العلم أن يسأل نفسه – قبل يوم حصاده -: ما هي الثمرة التي ستحصدها في نهاية المطاف؟ ما هي القيمة التي ستضيفها للسوق العلمية في الأمة بعد سنوات الجهد الطويلة هذه؟ ما هو الأثر الذي ستتركه بعد رحيلك؟ ما هي البضاعة التي ستقدمها بين يدي نجواك؟ في رحلةِ العُـمرِ و الأيـامُ مُسرعَـةٌ.. لا تنسَ من أنتَ.. أو ما وجهةُ السفرِ ! لهذا كان موقع حصاد: حصاد صاحبي طالب العلم في رحلته: حصاد السنين وحصاد الكتب. جنات وحب الحصيد: وأعيذك بالله أن يكون حب حصيدك مسائل تتقنها، أو أجوبة تستحضرها، ولكنها سبيلك: تدعو إلى الله على بصيرة، ليكون الناس له عبادا بالاختيار كما هم عباد بالاضطرار، لتخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، لتخرجهم من الظلمات إلى النور، ليكون له الأمر كما له الخلق، لتكون كلمة الله هي العليا. ثم هو يلقي عليك محبة منه، ويصنعك على عينه ، ويصطنعك لنفسه، إلى أن يُرى الملك رؤياه، أو نجيء على قدر، أو يردنا من فرض علينا القرآن إلى معاد.