سورة الإنسان

(بسم الله الرحمن الرحيم)

 

هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (1) إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً (2)

1- أضغاث/ أمشاج: إن كلمتي “أضغاث ـ أمشاج” بينهما تقارب دلالي، حيث يشتركان في ملمح الاختلاط. والملامح الدلالية المميِّزة للأضغاث هي: الالتباس والتداخل، عدم الوضوح، مناقضة الحقائق. بينما الملامح الدلالية المميِّزة لكلمة “أمشاج” هي: الاختلاف والتنوع، الدلالة على المرحليَّة، أشياء لها حقائق.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)

1-             مسألة: قوله تعالى (إما شاكرا وإما كفورا) ولم يقل شكورا لمطابقة كفورا؟ جوابه: أنه جاء باللفظ الأعم لأن كل شكور شاكر وليس كل شاكر شكورا، أو قصد المبالغة في جانب الكفر ذما له لأن كل كافر كفور بالنسبة إلى نعم الله عليه. ( كشف المعاني )

إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاً وَأَغْلالاً وَسَعِيراً (4) إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً (5)

1-             قوله {مزاجها كافورا} وبعدها {زنجبيلا} {سلسبيلا} لأن الثانية غير الأولى وقيل كافور اسم علم لذلك الماء واسم الثاني زنجبيل وقيل اسمها سلسبيلا قال ابن المبارك سل من الله إليه سلسبيلا ويجوز أن يكون اسمها زنجبيلا ثم ابتدأ فقال سل سبيلا ويجوز أن يكون اسمها هذه الجملة كقولهم تأبط شرا وبرق نحره ويجوز أن يكون معنى تسمى تذكر ثم قال الله سل سبيلا واتصاله في المصحف لا يمنع هذا التأويل لكثرة أمثاله فيه ( أسرار التكرار )

2-             مسألة: قوله تعالى: (كان مزاجها كافورا) وقال تعالى بعد ذلك: (مزاجها زنجبيلا) جوابه: أشار بالأولى إلى برودتها وطيبها. والثانية: إلى طعمها ولذتها، لأن العرب كانت تستطيب الشراب البارد، وتستلذ طعم الزنجبيل، وذكرت ذلك في أشعارها، فظاهر القرآن أنهما أسماء عينين في الجنة، فقيل: الكافور للإبراد، والزنجبيل يمزجون بها أشربتهم، ويشربها المقر بون صرفا. ( كشف المعاني )

3-             أبرار/ بَرَرَة: الملاحظ أن الجمع “أبرار” في القرآن الكريم ورد في وصف البشر، بينما ورد الجمع “بررة” وصفًا للملائكة، وهذا يرجِّح ما ذهب إليه الدكتور فاضل السامرائي، حيث يرى أن “الأبرار” جمع قلة، فهو وإنْ وُصِفَ به الناس “وهم كثرة” فهؤلاء قِلَّة بالقياس إلى الفُجَّار من الناس. أما الجمع “بررة” فهو جمع كثرة؛ ولذلك استُعْمِل وصفًا للملائكة لأنهم جميعًا بَرَرة هذا بالإضافة إلى ملاءمة الصيغة للفاصلة القرآنية، فجاءت صيغة “بررة” في سورة عبس لموافقة الفواصل قبلها وبعدها: [تذكِرَة ـ ذَكَرَه ـ مكرَّمة ـ مطهَّرة ـ سَفَرة ـ برَرَة ـ أكفَرَه ـ فقدَّره … إلخ]. .(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمْ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11)

1- الاستبشار / البهجة / الحبور / السرور / الفرح: إن الاستبشار والبهجة والحبور تأتي مترادفة ، حيث تشترك هذه الألفاظ الثلاثة في الحسن والجمال وظهور أثر ذلك على ظاهر الانسان ، ولعل في الحبور ملمحاً زائداً هو النعمة . بينما يتميز السرور عن هذه الألفاظ بكونه خفياً لاشتقاقه من السر فهو فرح خالص مكتوم في القلب ، ويختلف الفرح عنها بدلالته عن معنى مغاير هو البَطَر فهو مموماً وإن لم يصاحبه بطراً فهو محمود . ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15)

1-             قوله {ويطاف عليهم} وبعده {ويطوف عليهم} إنما ذكر الأول بلفظ المجهول لأن المقصود ما يطاف به لا الطائفون ولهذا قال {بآنية من فضة} ثم ذكر الطائفين فقال {ويطوف عليهم ولدان مخلدون} ( أسرار التكرار )

2-             مسألة: قوله تعالى: (يطاف عليهم) (ويسقون فيها كأسا) لما لم يسم فاعله ثم قال تعالى: (ويطوف عليهم ولدان مخلدون) بصيغة الفاعل؟ . جوابه: أن القصد بالأول: وصف الآنية والمشروب، والمقصود بالثاني: وصف الطائف. ( كشف المعاني )

قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً (16)

وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً (17) عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18)

1-             مسألة: قوله تعالى: (يطاف عليهم) (ويسقون فيها كأسا) لما لم يسم فاعله ثم قال تعالى: (ويطوف عليهم ولدان مخلدون) بصيغة الفاعل؟ . جوابه: أن القصد بالأول: وصف الآنية والمشروب، والمقصود بالثاني: وصف الطائف. ( كشف المعاني )

2-             قوله {مزاجها كافورا} وبعدها {زنجبيلا} {سلسبيلا} لأن الثانية غير الأولى وقيل كافور اسم علم لذلك الماء واسم الثاني زنجبيل وقيل اسمها سلسبيلا قال ابن المبارك سل من الله إليه سلسبيلا ويجوز أن يكون اسمها زنجبيلا ثم ابتدأ فقال سل سبيلا ويجوز أن يكون اسمها هذه الجملة كقولهم تأبط شرا وبرق نحره ويجوز أن يكون معنى تسمى تذكر ثم قال الله سل سبيلا واتصاله في المصحف لا يمنع هذا التأويل لكثرة أمثاله فيه ( أسرار التكرار )

3-             مسألة: قوله تعالى: (كان مزاجها كافورا) وقال تعالى بعد ذلك: (مزاجها زنجبيلا) جوابه: أشار بالأولى إلى برودتها وطيبها. والثانية: إلى طعمها ولذتها، لأن العرب كانت تستطيب الشراب البارد، وتستلذ طعم الزنجبيل، وذكرت ذلك في أشعارها، فظاهر القرآن أنهما أسماء عينين في الجنة، فقيل: الكافور للإبراد، والزنجبيل يمزجون بها أشربتهم، ويشربها المقر بون صرفا. ( كشف المعاني )
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنثُوراً (19)

1-             قوله {ويطاف عليهم} وبعده {ويطوف عليهم} إنما ذكر الأول بلفظ المجهول لأن المقصود ما يطاف به لا الطائفون ولهذا قال {بآنية من فضة} ثم ذكر الطائفين فقال {ويطوف عليهم ولدان مخلدون} ( أسرار التكرار )

2-             مسألة: قوله تعالى: (يطاف عليهم) (ويسقون فيها كأسا) لما لم يسم فاعله ثم قال تعالى: (ويطوف عليهم ولدان مخلدون) بصيغة الفاعل؟ . جوابه: أن القصد بالأول: وصف الآنية والمشروب، والمقصود بالثاني: وصف الطائف. ( كشف المعاني )

وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21)

1- مسألة: قوله تعالى: (يحلون فيها من أساور من ذهب) وكذلك في الزخرف. وقال تعالى في “هل أتى”: (وحلوا أساور من فضة) ؟ . جوابه: من وجوه: أحدها: أن الضمير للولدان في ” الإنسان ” وفى ” الكهف ” والزخرف ” للعباد. الثاني أنهم يحلون بهما فجمع لأهل الجنة التحلي بالذهب والفضة. الثالث: أن الأمزجة مختلفة في ذلك في الدنيا، فمنهم من يؤثر الذهب ومنهم من يؤثر الفضة، فعوملوا في الجنة بمقتضى ميلهم في الدنيا. (كشف المعاني )

2- الثياب / اللباس :

يتميز اللباس بستره لجزء من البدن وهو العورة ، بينما تتميز الثياب بملامح دلالية أخرى هي الشمول والتغطية للبدن كله والتعدد والتنوع بالإضافة الى كونها زينة خارجية لا تماس الجسد مباشرة ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

3- أسَاوِر/ أسْوِرَة: صيغة “أَسْوِرَة” جاءت في هذا السياق على وزن “أَفْعِلَة”، وهو من الأوزان الدالَّة على القِلَّة؛ وقد عَبَّر بها القرآن في هذا الموضع لأنَّ الحديث عن فرد واحد هو موسى عليه السلام، فاختيِرَ لذلك صيغة جمع القلة. وكلمة “أساور” ـ كما سبق ـ إمَّا أنها من صيغ جموع الكثرة، أو هي جمع للجمع، فهي أيضًا دالَّة على الكثرة؛ ولِذا عُبِّرَ بها في سياق الحديث عن نعيم الجنة، للدلالة على كثرة ما يُحَلَّى به أهلُها من الحلى وأنواع الزينة .(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (22) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (24) وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (25) وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (26) إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (29)

1-             مسألة: قوله تعالى: (إن هذه تذكرة) وفى المدثر: (إنه هذه تذكرة) . جوابه: أن المراد هنا هذه السورة أو الآيات. وفى المدثر: المراد القرآن. ( كشف المعاني )

          

وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (31)

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved