سورة النبأ
(بسم الله الرحمن الرحيم)
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)
1- الخبر/ النبأ: بينهما تقارب دلالي؛ إذ يشتركان في ملمح العلم بالشيء. ويتميز النَّبأ بأنه أخص من الخبر، بملمحين فارقين هما: الفائدة العظيمة. الأهمية.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
2- ما الفرق بين النبأ والخبر؟ / اللمسات البيانية (د.فاضل السامرائى)
النبأ كما يقول أهل اللغة أهم من الخبر وأعظم منه وفيه فائدة مهمة (وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) النمل) وفي القرآن النبأ أهم من الخبر (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) ص) (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) النبأ). والنبأ في اللغة هو الظهور وقد استعمل القرآن الكريم كلمة خبر مفردة في موطنين في قصة موسى (قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) القصص) (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا سَآَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آَتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) النمل) وهناك فرق بين الخبر والنبأ العظيم. وفي أخبار الماضين والرسل استعمل القرآن نبأ (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (5) التغابن) ((9) ابراهيم) ((71) يونس) ((120) هود)….
والصيغة الفعلية للنبأ (أنبأ) أقوى أيضاً منها للخبر (أخبر) .والمُراد من هذا كله أن النبأ أعظم من الخبر.
الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4)
1- قوله {كلا سيعلمون} {ثم كلا سيعلمون} قيل التكرار للتأكيد وقيل الأول للكفار والثاني للمؤمنين وقيل الأول عند النزع والثاني في القيامة وقيل الأول ردع عن الاختلاف والثاني عن الكفر ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى: كلا سيعلمون (4) ثم كلا سيعلمون (5) ما فائدة التكرار هنا وفى “التكاثر”؟ . جوابه: إما توكيد للخبر، أو ستعلمون ما تلقون في الآخرة. ( كشف المعاني )
ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)
1- قوله {كلا سيعلمون} {ثم كلا سيعلمون} قيل التكرار للتأكيد وقيل الأول للكفار والثاني للمؤمنين وقيل الأول عند النزع والثاني في القيامة وقيل الأول ردع عن الاختلاف والثاني عن الكفر ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى: كلا سيعلمون (4) ثم كلا سيعلمون (5) ما فائدة التكرار هنا وفى “التكاثر”؟ . جوابه: إما توكيد للخبر، أو ستعلمون ما تلقون في الآخرة. ( كشف المعاني )
أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَاداً (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً (7)
1- جَبَل / طَوْد / عَلَم : تشترك جميع معانيها في الدلالة على الجِرْم الضخم الغليظ الثابت في الأرض ولكن جاء كل لفظ منها مناسباً لسياقه بما له من ملمح دلالي مميز : فالجبل هو الاسم العام لهذه المرتفعات ، وجاء في سياقات وصف ملامح الأرض . والطود أعظم من الجبل ، ولذلك ورد في سياق وصف المعجزة . والعَلَم جاء في سياق الامتنان بالاهتداء والإنجاء ، بما له من أصل دلالي يقتضي العلم والاهتداء والاستدلال . ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً (12)
1- أشِدَّاء / شِداد: إن الاستخدام القرآني لكلمتي “أشدَّاء ـ شِدَاد” يُظهر اشتراكهما في معنى القوة. والملمح المميز لكلمة “أشدَّاء” هو القوة المعنويَّة. بينما الملمح المميز لكلمة “شداد” هو القوة المادِّية.(معجم الفروق الدلالية / بتصرف)
وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً (13) وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً (17) يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً (18) وَفُتِحَتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً (19) وَسُيِّرَتْ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً (21) لِلْطَّاغِينَ مَآباً (22) لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً (23) لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلا شَرَاباً (24) إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) جَزَاءً وِفَاقاً (26)
1- قوله {جزاء وفاقا} وبعده {جزاء من ربك عطاء حسابا} لأن الأول للكفار وقد قال الله تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها} فيكون جزاؤهم على وفق أعمالهم والثاني للمؤمنين وجزائهم جزاء وافيا كافيا فلهذا قال {حسابا} أي كافيا من قولك حسبي وظني ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى في عذاب جهنم: (جزاء وفاقا (26) وقال تعالى في ثواب الجنة: (عطاء حسابا (36) ؟ . جوابه: أن الحسنة بعشر أمثالها: فحصل العدد في جزائها، فناسب ختمها ” بالحساب “. وجزاء السيئة بمثلها: فناسب وفاق جزائها لها في الاتحاد. . ( كشف المعاني )
إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَاباً (27) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً (33) وَكَأْساً دِهَاقاً (34) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلا كِذَّاباً (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَاباً (36)
1- قوله {جزاء وفاقا} وبعده {جزاء من ربك عطاء حسابا} لأن الأول للكفار وقد قال الله تعالى {وجزاء سيئة سيئة مثلها} فيكون جزاؤهم على وفق أعمالهم والثاني للمؤمنين وجزائهم جزاء وافيا كافيا فلهذا قال {حسابا} أي كافيا من قولك حسبي وظني ( أسرار التكرار )
2- مسألة: قوله تعالى: (يرزقون فيها بغير حساب (40)) وقال تعالى في عم: (عطاء حسابا (36) ؟ . جوابه فى عم. ( كشف المعاني )
3- مسألة: قوله تعالى في عذاب جهنم: (جزاء وفاقا (26) وقال تعالى في ثواب الجنة: (عطاء حسابا (36) ؟ . جوابه: أن الحسنة بعشر أمثالها: فحصل العدد في جزائها، فناسب ختمها ” بالحساب “. وجزاء السيئة بمثلها: فناسب وفاق جزائها لها في الاتحاد. . ( كشف المعاني )
4- مسألة: قوله تعالى (عطاء حسابا (36) وفى المؤمن: (يرزقون فيها بغير حساب (40) جوابه: أن المراد فى سورة المؤمن كثرة الرزق الفائت العدد والحساب، والمراد هنا: على حسب أعمالهم لأنهم متفاوتون فى الأعمال أو المراد بقوله (حسابا) أى كافيا من قولك: حسبى الله. ( كشف المعاني )
رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38)
1- سديد/ صواب: إن اللفظين “سديد- صواب” بينهما تقارب دلالي، حيث يشتركان في أنهما وصف للقول، وكلاهما فيه إرادة الحق. ولكن يتميز الصواب بأنَّه لا يعتريه الخطأ؛ لأنه إلهام من الله تعالى، أمَّا السَّدَاد فإنه لا ينفى إمكان ورود الخطأ.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )
2- ما اللمسة البيانية في ترتيب الملائكة والروح في القرآن (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج) (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) القدر) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) ما اللمسة في تقديم وتأخير الملائكة؟ / اللمسات البيانية (د.فاضل السامرائى)
يقدم الملائكة في الحركة لأن حركة الملائكة في الصعود والنزول كثيرة (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ (210) البقرة) (أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ (124) آل عمران) (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ (111) الأنعام) فيما كان فيه حركة يقدم الملائكة وفيما كان فيه الحركة قليلة أو ليس فيه حركة يقدم الروح (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) النبأ) هذه ليست حركة وليست صعوداً أو نزولاً. الروح قسم قالوا هو جبريل وقسم قالوا خلق من الله عظيم. يقدم الملائكة ساعة الحركة وإذا جمعت الملائكة والروح في غير ما حركة يقدّم الروح.
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا (39) إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40)
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved