تقسيم السورة إلى مقاطع
فالسورة تتكون من جملة من الآيات وهي سوى المفصل متعددة الموضوعات ويتحتم على المتدبر ألا يشتت نظره مع تفاريعها وتشعباتها بل عليه أن يقسم السورة إلى مقاطع بحيث يكون كل مقطع متكونا من مجموعة من الآيات التي تدور حول موضوع واحد ثم يحاول البحث عن المواضيع التي تشمل جملة من تلك المقاطع مميزا بين ما هو محوري فيها وما هو وارد على اسبيل التكميل والتفريع لتتحصل لديه أقسام السورة التي تمثل القضايا الكبرى التي تعالجها ثم يحاول اقتناص الرابط المعنوي الدقيق الذي يجمع بينها ويكون بمثابة الجذع الذي تتفرع عنه سائر معاني آيات السورة وقد يكتفي ببيان تلك القضايا والربط بينها في شكل يبين التحام أجزاء السورة .
ومن أحسن من سار على هذه الطريقة سعيد حوى في تفسير سورة البقرة حيث قسمها إلى مقدمة وثلاثة أقسام وخاتمة الأول دعوة عامة إلى الناس كي يسلكوا الطريق الموصل للتقوى وترك ما ينافي ذلك الثاني استمرار القسم الأول في كونه دلالة على التقوى تفصيلا في شأنها وتبيانا لأركانها وشروطها والثالث فيه دعوة إلى الدخول في الإسلام كله وتبيان لكثيرمن شرائع الإسلام وبيان ما يلزم لإقامة الإسلام كله وأما القسم الثالث ففيه دعوة الدخول إلى الإسلام وتبيان كثير من شرائعه وتوجيهات متعلقة بالنظام المالي ثم تأتي الخاتمة التي تدخل فيها هذا كله
ويمكن الاستئناس في الوقوف على أجزاء السورة ومقاطعها بما تنبه إليه سعيد حوى في بعض السور القرآنية من تكرر جملة معينة في بداية كل جملة من الآيات في مواضع متفرقة مثل تكرار كلمة هو في سورة الأنعام ولكنه بين أن هذا ليس مطردا وأن العمدة في الكشف هو المعنى
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved