طريقة تأليف القرآن
من خصائص القرآن الكريم أنه لم يفرد كل سورة من سوره لموضوع معين في الغالب بل كان يجمع في السورة الواحدة مواضيع متنوعة وأغراضا مختلفة من عقائد وأحكام ومواعظ وقصص وأمثال وجدل وحكم ويتنقل بينها من غير فصل وهي مع كل ذلك متآلفة في نسيجها وهنا يكمن الإعجاز
وهو بذلك مباين لمناهج التأليف البشرية التي تعتمد التبويب والترتيب وهذا ما جعل المغرضين من المستشرقين كدوزي وبلاشير وغيرهم يطعنون في القرآن ويرون أن آياته لا يجمعها سياق وليس بينها وفاق بل في سرده للموضوعات عشوائية واضطراب وزعموا أن ذلك يعزى إلى البدائية والبساطة في التأليف مما يدل على أنه فكر بشري لا وحي إلهي
لو عمدنا إلى القرآن وجمعنا طائفة من الآيات متحدة الموضوع من سور مختلفة وجعلناها سورة واحدة لوجدناها متنافرة الأسلوب مضطربة التركيب
ولو أخذنا الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد في سورة واحدة وجعلناها سورة مستقلة لوجدناها قد خفتت إشعاعاتها وانكسفت أنوارها ولكن الله تعالى أراد أن تكون سور القرآن على ذلك النحو وترك استخراج المواضيع ذات الصبغة الواحدة للجهد البشري تصنيفا وتفسيرا واستنباطا على مدى العصور بما يلبي حاجات البشرية ويوفي بمطالبها إلى أن يرث الأرض ومن عليها .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved