( رحمة الأتباع )
( رحمة الأتباع )
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)
ما هو موضوع هذه الآية وما هي مناسبته لمقصد السورة؟ وما هي مناسبته لما قبله من الكلام؟
كعادة القرآن وخاصة السور المكية تجد الكلام ينتقل فجأة من معنى إلى معنى، ويظن القارئ المتعجل أن هذا الانتقال لا معنى له، وأنه ركاكة في التأليف، والصحيح أن الأمر أبعد من هذا بكثير، إذ أن السورة الواحدة وإن كان لها مقصد واحد إلا أنها تضم العديد من المواضيع المتنوعة بشكل يعجز عنه البشر، وهذا مثال عن ذلك.
فالآية فيها تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم إذ كذبه قومه، فما علاقة التكذيب بمفاتح الرحمة؟
العلاقة واضحة في نقطتين:
الأولى: أن الأتباع المهديين هم أحد أشكال الرحمة التي لا يملكها إلا الله فناسب أن يشمل الحديث هنا في هذه السورة عن هذا الأمر
الثانية: كأن الآيات ارتباطا بما قبلها تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أن هؤلاء القوم قد كفروا بربهم وعبدوا غيره مع أنه هو وحده الذي يرزقهم، أفتحزن أنت إن كذبوك وأنت بشر، فهم قد كفروا برب البشر فلا يحزن البشر إن كذبه هؤلاء المجرمون.
ما مناسبة التذييل بقوله إلى الله ترجع الأمور؟
هذا فيه تهديد للمكذبين بأنهم راجعون إلى الله وأن الأمور ترجع إليه وأنه إن شاء عجل بهلاكهم ولو أخرهم فإلى أجل مسمى، ولا عجب، فالله هو مبدئ الخلق من العدم وهو المتصرف فيه بالزيادة كيف شاء.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved