(تذليل الخلق للبشر)
(تذليل الخلق للبشر)
اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة، وما هي مناسبة فصله عن بداية السورة وما ذكر فيها من الآيات؟
عادت الآيات لتتحدث عن نعم الله تعالى وعن تذليله عظيم خلقه للإنسان، لتكون في خدمته وينتفع بها، وخص بالذكر هنا البحر وذكر طرفا من انتفاع الإنسان به مركبا، وأشار إشارة مجملة إلى طرق النفع الأخرى، كما أجمل ذكر المخلوقات الأخرى المسخرة ليذهب الفكر معها كل مذهب.
وقد جاءت الآيات منفصلة عما سبقها وفي موضع مستقل، لأنها تحمل معنى مستقلا، فهي هنا مذكورة لخصوص معنى ( التذليل ) تذليل آيات الكون لهذا الإنسان، وكأنها رسالة إلهية ربانية للإنسان يقول له فيها: أنا الذي ذللت لك عظائم خلقي – البحر -، بل ذللت لك كل ما في السموات والأرض لتنتفع بها، فتفكر بهذا فإنه حري بك بعد كل هذا التذليل للخلق، ألا تستكبر على شريعتي، أفلا تستحيي من مثل هذا؟
والظاهر أن الآيات موجهة لمن وقفوا موقف التدبر والتبصر مما ذكر، وعرفوا ما لربهم من فضل وإحسان إليهم فانقادوا وأيقنوا.
ومما يشار إليه أيضا من مناسبة في موضع ذكر وعيد المستكبرين بين ذكر الآيات وبين ذكر التسخير.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved