(نعمة الله على أمة الإسلام)
(نعمة الله على أمة الإسلام)
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة، وما هي مناسبته لما قبله؟
بعد أن ذكر ما جرى لبني إسرائيل من اختلاف بعد أن جاءهم العلم والبينات طلبا للدنيا واستكبارا في الارض، نبه رسوله صلى الله عليه وسلم مخاطبا إياه والأمة من بعده، ممتنا عليهم بهذه الشريعة الحكيمة، التي لا يتركها ويترك ما فيها إلا متبع لهواه فهي كلها رحمة وعدل ومصالح ونور، وكل نقص في الوجود إنما هو من الإعراض عنها والاستكبار عليها، وفي هذا المقطع ورد اسم الشريعة وكأن الآيات تقول لنا: إن ترك اتباع هذه الشريعة، إنما هو ظلم، وتكبر على صاحبها، الذي لم يرتض سوى الكبرياء رداءا، وسيعلم المستكبرون عن الشريعة واتباعها أي منقلب ينقلبون.
ثم يمضي الاستكبار في قلوب المعرضين المستهزئين، فيعمل في قلوبهم إلى درجة أنهم يظنون بأنهم سيكونون مثل من سواهم ممن خضعوا واستسلموا لشرع الله، سواء كانت تلك المساواة في الحياة أو في الممات، كلا، فإن الجزاء على صفة الكسب، وهذا العدل والحق الذي قام عليه خلق السموات والأرض، أنه لا يستوي محسن ولا مسيء لا في حياتهم ولا في آخرتهم.
وهذا العمى الذي يصيب هؤلاء إنما كان بسبب تركهم للبصائر والهدى التي جاء بها كتاب الله العزيز.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved