وقفات مع سورة يونس
بقلم الأستاذة سهى عرابي
هي بداية سور المئين في القرآن الكريم
وهي بداية السور ذوات ( ألر )
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح
أعطيت مكان التوراة السبع الطوال
واعطيت مكان الزبور المئين
واعطيت مكان الإنجيل المثاني
وفضلت بالمفصل
وأتاني فاتحة الكتاب و خواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي ..
وأعطاني المفصل نافلة
سورة يونس مكية اشترك بمحور رئيسي
وهو العناية بأصول العقيدة من توحيد الألوهية وإثبات الوحي والرسالة
وإثبات البعث و بيان مصارع الغابرين وجزاء المؤمنين
وهذا خط عام ظاهر في جميع السور المكية
ذكر البعض أن الغرض من السورة هو الإيمان بقضاء الله وقدره
أو بمعنى أعمق أن قضاء الله وقدره يستند إلى حكمة الله وعلمه
* في نهاية علاقة الخضر مع سيدنا موسى قد نتساءل ما علاقة هذه الأحداث الثلاثة بموسى عليه السلام!؟
ولماذا هذه الأحداث بالتحديد جاءت في قضية التعلم والعلم ..
* خرق السفينة
* قتل الغلام
* بناء الجدار
* تأملي : أن هذه الأحداث الثلاثة بالذات مرّت كلها بحياة موسى عليه السلام.. في مقابلة إلهية تقديرية كونية عجيبة .
إغراق السفينة : يشبه وصفه في اليم وهو رضيع . فإن وضع رضيع في اليم دون عناية إحد هو مظنة الغرق والموت .. لكن عناية الله هي التي حفته و رحمة الله تداركته …
وكذلك أهل السفينة ؛ ظن موسى أنه سيصيبهم الغرق .. فالسفينة المعرضة للغرق تُذكر بحال الرضيع المعرض للغرق .
* أما قتل الغلام فيذكرنا بحال موسى عندما قتل القبطي لما دخل المدينة على حين غفلة من أهلها .. هنا قتل مموسى دون أن يتبين فكان قتلاً بغير ذنب ..
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ) [سورة القصص : 15]
* أما الحالة الثالثة بناء الجدار دون ثمن رغم التعب والنصب بعد رحلة طويلة .. تذكرنا بحال موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين سقى الفتاتين دون أجر أو مقابل وهو في غاية الجوع والتعب من السفر والنصب .
(فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [سورة القصص : 24]
سأل الله من فضله ولم يسألهما مقابل عمله .
قصص ثلاثة لأمور غيبة تحدث للإنسان في حياته قد يخرج منها بعبرة وعظة ليتعلم أن اختيار الله للعبد هو الخير وهو الأفضل له .. ألم يقل سبحانه لموسى عليه السلام :
(أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي) [سورة طه : 39]
إن حياة الإنسان مدرسة وتجاربه هي مادته التعليمية .. هي دروس بكل الألوان …
قد ينسى الإنسان بعضها.. فتأتي الأحداث لتذكر بعضها البعض ..
ويأتي دور المعلم الرشيد ليذكر ويُفهم ما قد يجهله الإنسان ..
كلمته الطيبة غرس لن يضيع في عقله و دربه .
المتأمل لسورة يونس عليه السلام
يلمح أن محور السورة هو الموعظة ..
اتعظوا قبل فوات الأوان
فسورة يونس آياتها 109 تتوسطها الآية 57
والتي يقول ربنا عز و جل فيها
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)
تأمل مشاهد الوعظ التي وردت في السورة جاءت في آيات ومشاهد
من يدعو الله وقت الشدة وينساه وقت الرخاء
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَ لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا ۚ قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا ۚ إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُون )1
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)
يامن يدعو الله وسط عاصفة البحر المتلاطم المحيط بك .. لا يكشف السوء عنك الا الله
اتعظ قبل فوات الأوان ..
فلم ينفع فرعون إيمانه و تضرعه عندما جاء العذاب
و ختمت السورة بمشهد الصدق في التوبة قبل فوات الأوان
(فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ)
مشاهد البدء و الختام تتناغم و تترابط ترابطا واضحا جليا .. وما بينهما من آيات و مواعظ لتلك الفطرة التي لا تعرف إلا الله وقت الشدة
✨أن انقضاء الدنيا و زوالها .. موعظة
✨تبرؤ الآلهة من عبدتها .. موعظة
✨تبيان أن القرآن هو الشفاء و الهدى و الرحمة .. موعظة
✨إثبات عموم العلم لله .. موعظة
(وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
تكاد تكون سورة يونس هي سورة الموعظة
لذا ختمت السورة بقوله تعالى
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)
أقبل على الله بصدق في جميع أحوالك وأوقاتك
قصة هود عليه السلام وردت
في السور التالية ..
سورة الفجر والقمر و الأعراف ..الشعراء ..هود
فصلت والأحقاف .. الذاريات .. الحاقة
إن دعوة هود عليه السلام لتوحيد الله و الإيمان وعبادته وحده سبحانه وتعالى قضية سائر الانبياء عليهم السلام
لكن هناك أمر جديد يميز دعوته ..
فقوم هود امتازوا.. بالغطرسة و الشدة و القوة و البطش
إنه الحديث عن عاد . إنها عاد الأولى…التي قالت من أشد منا قوة
و القوة حين تكون بعيدة عن الحق ..حين تنبعث عن النفوس المتجبرةّ. تصير سببا من أسباب الطغيان .. بل من أخطر أسبابه
إنها تحمل أصحابها فتنسيهم أول بديهة و حقيقة من حقائق الحياة .. وهذا الكون
إن الناس خلقوا ليموتوا
وأن ما يبنون من الدنيا مشددين متفاخرين ..
أنهم بذلك يدمرون .. ويهدمون بناء الروح و النفس الإنسانية
فيصبح البطش طبيعتهم .. والكبر نهجهم
فلا تزداد قلوبهم إلا قسوة .. و بعدا
فلهذا لن يتأثروا بنصح ناصح .. أو رقة واعظ ..
أو دعوة نبي
فحاول سيدنا هود عليه السلام أن يبذل كل كافي وسعه ليستأصل من قلوبهم تلك القسوة ..
ويزيل ما بينهم وما بين الحق من الجفوة
لكنهم يعلنون أن لا أحد أقوى و أشد منهم .. وأنهم لن يؤمنوا له سواء وعظ أم لم يكن من الواعظين
لكنه لم ييأس منهم عليه السلام بل انذرهم و بشرهم .. وسلك معهم سبيل الرشد ..
فهو عليه السلام لم يحارب مشاعرهم ..
ولم ينال من عواطفهم بادئ الأمر ..
بل تلطف في خطابه ..
أراد أن يقود العاطفة الخيرة .. وأن تقوى على حساب القسوة .. وأن يهذب نفوسهم ..
فقال لهم استغفروا ربكم ..
لم يحارب مبدأ القوة فيهم ..
لكأنه طريقهم الى الإصلاح. ..
ثم كان خطابه بعدها ..اني توكلت على الله ربي
يعلن التوكل على الله ربه ..الذي لا يخرج عن قبضته أي شيء..
“فما من دابة إلا هو أخذ بناصيتها”
الله أكرمه بوضع لبنة جديدة من لبنات البناء للنفس البشرية
بالإضافة إلى اللبنات الأساسية ..
عقيدة التوحيد ..
وعدم التعصب للقربى .. وصلات الدم
هي اللبنة الأساسية التي احتاجها الناس بعد عهد نوح عليه السلام ..
عدم الركون إلى القوة المادية .. والتعويل عليها .. والاغترار بها
لذا بدأ خطابه بالاستغفار
فعل يورث أصحابه المنعة و القوة. .و السعة والرخاء..
فهو خير الدنيا والآخرة ..
وهو ما يربط قصة هود مع بداية سورة هود
الآيات 1-4 من سورة هود
مع الآية 52
وفي السورة نفسها الآية 61
ومع سورة نوح 10 -12
الاستغفار خير علاج للنفوس التي اشربت الأهواء
وأبعدها الشيطان
وهو الدعاء المأثور من السنة النبوية ..
ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا ..
وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ونتأمل معاني التوكل على الله تعالى و نعم التوكل …
لذا أكد الله هذا المعنى في خاتمة السورة …
قال هود (( إني توكلت )) فقال تعالى في خاتمتها
(( فاعبده وتوكل عليه ))
وقال هود (( فكيدوني جميعا))
فقال تعالى في خاتمتها
(( وما ربك بغافل عما تعملون ))
إن من جمال النص القرآني .. ومن اعجازه
أن لكل سورة نسقاً من الكلمات..
ومن الأسلوب البياني .. التي تجعل السورة جوا خاصا مميزا
ومن الجمال أن تتذوق ما تزخر به الآيات من الابداع
لنبدأ التأمل و التذوق ..
أن سورة يونس ابتدأت بالاستفهام الإنكاري .. بشكل واضح جلي ..
استفتح الله به السورة .. وتميز به أسلوبها
من هذه الآيات نورد..
(أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّر الذين آمنوا ..)
(قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ ۖ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ)
(أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِل
(الْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)
بالإضافة إلى العديد من الكلمات التي ابتدأت بالاستفهام ..
أتنبئون ..
أفمن يهدي ..
أمن لا يهديّ..
قل أرأيتم إن أتاكم ..
أثم إذا ما وقع ..
أحق هو ..
أتقولون على الله ما لا تعلمون ..
أسحر هذا ..
أفأنت تكره ..
أتقولون للحق لما جاءكم ..
أجئتنا ..
وبشكل عام يشير العلماء إلى أن أوائل السورة و خواتيمها .. والآية التي يرد فيها اسم السورة مواضع تأمل .. وتدقيق .. ونظر .. وتدبر لفهم كلام الله
هذا التأمل يزيدك إحساسا بعظمة و إعجاز كتاب الله ..
و يعين الحافظ على تثبيت حفظه ..
كلما استشعرت نسق السورة .. وجو كلماتها .. ومراد معانيها
قال الله تعالى في أول السورة ..
قدم صدق ٍ..
وجاء في آخرها مبوأ صدق ..
تأملي معي كيف يعين هذا التدقيق الحافظ في مواضع المتشابه
يلتبس على الحافظ ..( إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً) يونس
وقوله
تعالى في سورة هود .
( إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
نرى أنه في سورة هود لم يقل كلهم أو جميعا ..
ومع قليل من التأمل في كلمات السورة نلاحظ في نهاية السورة ..
و لو شاء ربك لأمن من في الأرض كلهم جميعا
ما اكتفى بالتأكيد باستخدام كلهم
بل زاد جميعاً.. لغرض بياني
الزيادة ب ( جميعاً)
تتناسب مع أول السورة
(إليه مرجعكم جميعاً)
ويتردد هذا
جميعا .. أجمعوا..
هو خير مما يجمعون
فما الغرض البياني من زيادة جميعا
انتبهي لجمال اللغة العربية
كلهم تفيد التوكيد يعني أمن كل من في الأرض .. لا يخرج منهم ن أحد عن الإيمان
أما جميعا فهي لبيان الحال .. أي كلهم مؤمنين مجتمعون على قلب واحد ..و رأي واحد .. ومذهب واحد
غير متفرقين في رأي أو مذهب
✨سؤال في التقديم و التأخير في كلام الله عز و جل
(إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)
[سورة يونس : 6]
بينما بدأت الآية في سورة البقرة وآل عمران
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
[سورة البقرة : 164]
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)
[سورة آل عمران : 190]
أن استخدام أسلوب التقديم و التأخير موضع نظر و تأمل..
بتقديم اختلاف الليل والنهار يتناسب مع ذكر الشمس والقمر في الآية سبقتها
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
[سورة يونس : 5]
فالمتدبر لسورة يونس يجد أن السورة تعرض نماذج مختلفة للنفوس البشرية
حتى أن النفس الواحدة تتبدل من حال إلى حال وقت الشدة .. وفي وقت الرخاء
(وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
[سورة يونس : 12]
ثم يبين الله اختلاف هذه النفس واعراضها إذا ما كشف الضر عنها
الاختلاف بين من أول مشهد في السورة
ثم مشهد الفلك … واختلاف الناس فيه من حال المضطر وقت الشدة .. إلى حال المعرض، وقت النجاة
ثم اختلاف الأرض بعد القوة و الزينة إلى الزوال
فجعلناها حصيدا .. وهذا اختلاف
ثم مشهدين بديعيين يعرضون اختلاف النفس البشرية ..
حقيقة التوبة أو ادعائها
فهناك تناسب في السياق للجو العام
تقديم اختلاف الليل والنهار
ويلاحظ المتأمل تكرار الليل والنهار
(أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً)
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً)
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً)
و بمزيد من التأمل نرى أجواء السورة ..
فيونس في بطن الحوت في ظلمات ثلاث
ظلمة البحر .. ظلمة الليل .. ظلمة بطن الحوت
سؤال.. يقول الله في سورة يونس
دعواهم فيها سبحانك اللهم و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
لم خص الله المؤمنين بصفة التسبيح في سورة يونس ..
الفاصلة القرآنية ..
وهي آخر كلمة في الآية ..
مهمتها لفظية و معنوية ..
توافق اللفظ و تزيد المعنى
بينما الملاحظ لأسلوب العربي في الشعر .. أنه القافية توافق الوزن الشعري .. متفقة مع النظم سواءا زادت المعنى أم لا
و بذلك يرتفع مستوى الفاصلة القرآنية بلاغيا ..و دلاليا عن مستوى الشعر .. وان وافقه صوتيا
✨مثال على بلاغة الفاصلة القرآنية
قال تعالى في سورة المعارج ..
(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ)
و قال تعالى في سورة القارعة ..
(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ)
نلاحظ زيادة كلمة المنقوش في وصف الجبال في سورة القارعة
قد يظن البعض أن الوزن يستلزم ذلك ..
لأنه قال سبحانه ..
(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ)
يستلزم للمحافظة على نفس الوزن .. لذا قال المنفوش..
إن القرآن الكريم .. كتاب الله المعجز .. لكل لفظ له دلالة لفظا و معنى
فتأملي جمال الفاصلة القرآنية .. عندما ذكر القارعة في أول السورة ..
القارعة من القرع .. وهو الضرب بالعصا يناسب ذلك ذكر النفش .. لأنه طريقة نفش الصوف ..أن يقرع بالمقرعة ..و ينفش..
و مع القرع ينتشر الفراش فهو مبثوث ..
✨لاحظي جمال صفة التفشي مع معنى منفوش
والفائدة حرف الشين لم يرد مفاضلة قرآنية ..أي الحرف الأخير في الآية إلا في كلمتين فقط
هما .. المنفوش .. و قريش
و أما مع سورة يونس فإن الفاصلة القرآنية هي حرف النون
فإذا علمنا أن القرآن الكريم 6236 ..
وأن 50% من الفاصلة القرآنية لسوره تنتهي بحرف النون
و لحرف النون دور مركزي في اللغة العربية
النون يظهر في كل تنوين
النون علامة منع المذكر السالم .. مسلمون .. مسلمين
النون في التثنية ..
نون النسوة
نون التوكيد الثقيلة و الخفيفة
الأفعال الخمسة تنتهي بالنون .. يؤمنون ..
وقد سمي الله يونس عليه السلام ذا النون
وجعل هناك روابط تشير إليه في القرآن مع حرف النون ..
(ن وَالْقَلَمِ). ..
في سورة القلم
(وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ)
( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً)
(وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [سورة اﻷنبياء : 87]
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) [سورة اﻷنبياء : 88]
لاحظي جمال الرسم العثماني بالرجوع إلى الآية في المصحف
فهناك إشارة في حرف النون مع يونس عليه السلام
فهذا القرآن من أطال النظر و التأمل و التدبر ..
ليكتشف له من أسراره .. و عجائبه ..مالا يحيط به قول .. ولا تدركه العقول
معجزة محمد عليه الصلاة والسلام
بدأت بإقرأ….
ثم جاء فيها.. ن و القلم و ما يسطرون
و المعجرة كتاب …
وأمر الله رسوله أن يحلف بربه في ثلاثة مواضع في الكتاب ..
في سورة يونس .. و سبأ.. و التغابن
.
ورد لفظ الصدق في القرآن الكريم في ثلاثة وخمسين ومائة موضع
جاء في واحد وثلاثين بصيغة الفعل
نحو قوله تعالى: { وَلَقَدْ صَدَقَكُمْ اللَّهُ وَعْدَهُ } [آل عمران:152].
وجاء في اثنين وعشرين ومائة موضع بصيغة الاسم،
من ذلك قوله سبحانه:
{ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ } [الزمر:33]،
وأكثر ما ورد لفظ الصدق بصيغة جمع المذكر السالم المنصوب أو المجرور، حيث جاء في خمسين موضعاً، من ذلك قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة:119].
وأكثر ما ورد لفظ الصدق
وصفاً للمؤمنين
أو فعلاً من أفعال عباده الصالحين
الصادقون بمعنى النبيين، والصدق بمعنى التبليغ..
جاء على هذا المعنى قوله عز وجل: { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ } [الأحزاب:8]
أي: ليسأل الأنبياء عن تبليغهم الرسالة ليسأل إلى قومهم.
وفي هذا تنبيه للعباد، أنه إذا كان الأنبياء يُسألون فكيف مَنْ سواهم.
الصادقون بمعنى الموحدين والصدق بمعنى التوحيد، جاء على هذا المعنى قوله عز وجل:
{ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } [المائدة:119]،
قال ابن عباس: يوم ينفع الموحدين توحيدهم.
}وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } [الزمر:33]،
فكل من دعا إلى توحيد الله، وتصديق رسله..
والعمل بما إبتعث به رسوله من بين رسل الله وأتباعه والمؤمنين به
: الصدق هو القرآن..
وشهادة أن لا إله إلا الله…
والمصدق به: المؤمنون بالقرآن، من عباد الله من نبي الله ومن إتباعه.
الصادقون بمعنى الذين صدَّقت أقوالَهم أفعالُهم، جاء على هذا قوله سبحانه:
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8)} [الحشر:8]،
هؤلاء الذين صدقوا قولهم بفعلهم، وهؤلاء هم المهاجرين.
وفي قوله عز وجل:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (15) } [الحجرات:15].
الصادقون بمعنى لزوم الصدق، جاء على هذا قوله عز وجل:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة:119]،
اصدقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله وتنجوا من المهالك ويجعل لكم فرجا من أموركم، ومخرجاً..
الصادقون بمعنى العباد المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والصدق بمعنى العهد، من ذلك قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ }
[الأحزاب:24]
ليثيب الله أهل الصدق بصدقهم الله بما عاهدوه عليه، ووفائهم له به.
قوله عز وجل: { مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } [الأحزاب:23]
حققوا العهد بما أظهروه من أفعالهم.
وقد أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق، فقال: { وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ } [الإسراء:80].
وأخبر عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه سأله أن يجعل له
{ لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ } [الشعراء:84].
{وبشر عباده أن لهم قدم صدق، فقال: { وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ }
[يونس:2]
وبشرهم أنهم { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
[القمر:55].
فهذه خمسة أشياء: مُدخل الصدق، ومُخرج الصدق، ولسان الصدق، ومقعد الصدق، وقدم الصدق.
وأما لسان الصدق فهو الثناء الحسن من سائر الأمم بالصدق ليس بالكذب، قال ابن كثير: أي: وإجعل لي ذكراً جميلاً بعدي، أُذكر به، ويُقتدى بي في الخير.
وقدم الصدق ..
أن لهم أعمالاً صالحة عند الله يستوجبون بها منه الثواب.. هؤلاء أهل القدم في الإسلام، أي:
هؤلاء الذين قدموا فيه خيراً، فكان لهم فيه تقديم، ويقال: له عندي قدم صدق،
ما قدم إليه من خير
ومقعد الصدق هو الجنة عند ربهم تبارك وتعالى، قال ابن كثير: أي: في دار كرامة الله ورضوانه وفضله، وإمتنانه وجوده وإحسانه.
أن لفظ الصدق من الألفاظ المحورية التي تواتر ذكرها في القرآن الكريم باشتقاقات مختلفة وتصريفات متعددة، وقد ورد هذا اللفظ
وصفاً للمؤمنين بالله حق الإيمان، مع الإشارة إلى أن ألفاظ الصدقة، والتصدق، والمتصدقين،
و الألفاظ التي تدخل تحت لفظ الصدق، قد جاءت في مواضع عديدة من القرآن الكريم تفيد معنى البذل والعطاء.
(أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ۗ )
أن المتأمل في آيات القرآن ..
يلاحظ اقتران الإيمان بالعمل الصالح ..
الذين آمنوا و عملوا الصالحات
فلا يكون إيمان بغير عمل صالح
فإن لم يذكر ذلك فلا بد أن هناك قرينة لتؤدي هذا المعنى و تشير إليه ..
ففي سورة يونس عليه السلام
القدم تفيد السبق .. والمسارعة
والعمل والسعي والثبات
فمن كان له قدم صدق جعل الله له مبوأ صدق ….و مقام صدق
ومقعد صدق. ..
و مدخل صدق .. ليدل على إخلاص النوايا
يا ..
ومخرج صدق .. التجرد من الرياء.. ومن أذى الناس
لسان صدق .. صدق القول و الذكر الحسن ..
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)
الصدق و القصد
✨تأملي جمال اللغة العربية ..
ولاحظي تناسق الأحرف .. و توافق المعنى
حين يفسد القصد يصبح الدين ضربا من الحيل
تمارس به الشريعة من إسقاط الاحكام..
أو قلب أوضاعها .. أو التخلص من آثارها المترتبة
بعد سورة يونس لابد لنا من الصدق و سلامة القصد .. والسبق إلى الله .. قبل فوات الأوان ..
و في كل الأحوال في السراء و الضراء..
في الشدة و الرخاء..
من عاش مع الله (الحق ) مع ( ومن يدبر الأمر )
تفاعل مع الأحداث بأمانٍ و توكل و اطمئنان ..
وصدق و أقدام
ومن الرائع أن يكون لنا أثناء هذه الدورة ..
وقفات مع النفس ..
أن نتعبد الله بالسورة التي نتدبرها ..
1 القيام طوال الأسبوع بالسورة التي تم تدبرها
.. ولو بركعتين بعد صلاة العشاء
.. ولو بربعين. من السورة
أن ننشط في صيام النافلة .. صيام الاثنين و الخميس طول مدة الدورة ..
أن نتعاهد نقاء القلوب و صفاءها فهي موضع نظر الله عز وجل ..
ولابد أن يكون أهل القرآن أشد الناس عناية لقلوبهم ..
فما أعجب من شيئ كعجب من حافظ لكتاب الله
وبينه وبين احدٍ من الخلق قطيعة أو ضغينة أو خصومة ..
فاللهم كما وفقتنا إلى حفظ كتابك الكريم ..
وانفعنا بما علمتنا .. وأصلح قلوبنا و نفوسنا
عظيم أجر الصبر
لعظيم شأن الصبر فإن عدة سور ختمت بالوصاية بالصبر .. ومعلوم أن خواتيم السور جامعة لموضوعات السور و مبينة للغرض من السورة
✨فتأملي ..
آل عمران :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
[سورة آل عمران : 200]
يونس :
(وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)
[سورة يونس : 109]
هود :
(وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ)
[سورة هود : 121
النحل :
(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ)
[سورة النحل : 127]
الحجر :
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)
[سورة الحجر : 99]
طه :
(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ)
[سورة طه : 135]
الروم :
(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)
[سورة الروم : 60]
الأحقاف :
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة اﻷحقاف : 35]
الطور :
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) [سورة الطور : 48]
العصر :
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
[سورة العصر : 3]
وطنّوا أنفسكم على الصبر فإنما هذه دار بلاء لا دار نعيم .. وهناء
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ) [سورة هود : 9]
(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) [سورة هود : 10]
لا يكن تأخير أمد العطاء موجبا لليأس..
فالله ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك ..
لا فيما تختاره أنت لنفسك في الوقت الذي يريد ..لا في الوقت الذي تريده أنت
والصبر ذكر في جو السورة
(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [سورة هود : 11]
وهو من الاقتران بين الإيمان و العمل الصالح المطرد في القرآن الكريم…
جاءت كلمة (صبروا ) توافق جو الثبات في هذه السورة الكريمة .. ولتتناسب مع ما سبقها من أية ..
(إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ)
تأملي ختمت سورة يونس بالحث على الصبر ..
(وَاتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىٰ يَحْكُمَ اللَّهُ ۚ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [سورة يونس : 109]
أخبار الله انه ناصر رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على الذين كذبوا واعرضوا ..
فكان الاخبار بأن الله هو خير الحاكمين
وجاءفي أواخر سورة هود الحث على الصبر
(وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
[سورة هود : 115]
جاءت سورة يوسف عليه السلام فيها
مثال عظيم للصبر ..
صبر سيدنا يعقوب والذي استمر طوال القصة ..وصبر سيدنا يوسف والذي كان يختلف باختلاف المرحلة التي يمر بها من حياته ..
صبره في الجب .. ثم صبره في السجن
صبره في الطاعة .. وصبر عن المعصية ..
صبر في الشدة و شكر في الرخاء..
((فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ[سورة يوسف : 18]
(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [سورة يوسف : 83]
بسم الله الرحمن الرحيم
إن هذا القرآن لا يدرك أسراره قاعد .. ولا يعلم مدلولاته إلا من تحرك نحوه ..يعطيك بقدر ما تفتح له نفسك وقلبك .و تُفتح عليك معانيه بقدر ما تتفتحُ له نفسك .. ويعطيك بقدر ما تعطيه .. انه لقرآن كريم .
إذا عظُم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن لم يكن عندك شيء أرفع ولا أعظم وأشرف ..ولا أنفع ولا ألذ .. ولا احلى من إستماع كلام الله عز وجل و فهم معاني قوله تعظيماً وحباً له واجلالاً ..لأن الله تعالى قائله .. وحب القول على قدر حب قائله.
رأي أحد طلبة العلم رجلاً من الأتراك لا يحسن العربية .. يقرأ القرآن ويبكي .. فسأله كيف تبكي وانت لا تعرف معانيه ولا تفهم ما تقرأ؟
فقال يكفي أنه كلام ربي
يستشعر خطاب الله له . يستشعر أن الله قائل هذا الكلام .. فيعظم القرآن في نفسه
اللهم عظم القرآن في صدورنا ..
اللهم اجعل كلامك ربيع قلوبنا ..
ونور صدورنا .. وجلاء احزاننا ..
وذهاب همنا وغمنا ..
وأجعلنا ممن تعلمه وعلّمه خالصاً لوجك الكريم
اللهم اكتب خير الجزاء .. والبركة والرفعة لمن علمنا آياتك .. وفهّمنا كتابك ..وارشدنا لتعظيم كلامك ..
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved