فظاعة الانفصام بين القول والفعل
( فظاعة الانفصام بين القول والفعل )
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)
ما مناسبة هذا المقطع لمقصد السورة؟
هذا المقطع يتحدث عمن يكذب فعلُه قولَه، والاستفهام في الآية الأولى للإنكار والتوبيخ، وأما الآية الثانية فقد شنعت هذا الفعل بثلاثة أمور:
الأول: لفظ كبر للدلالة على كونه عظيما لا يسيرا
الثانية: مقتا وهو أشد الغضب
والثالثة: عند الله لا عند أحد من المخلوقات، بل عند الله الذي استهلت السورة الحديث بذكر تسبيح كل مافي السموات والأرض له وعن غلبته ومنعته وعن حكمته في تدبير شؤون خلقه.
وهذا الحديث عن الصدق في القول وعن الأمر بأن يطابق الإنسان بين قوله وفعله هو مركز الثقل الأول في السورة وهو المختار لأن يشكل النصف الأول من مقصد السورة ومحورها.
وقد جاءت آيات كثيرة تدور حول هذا المعنى وهو ( الصدق ) والمطابقة بين الادعاءات وبين الأفعال، جاء في آيات كثيرة في القرآن تظهر لمن تتبعها أهمية هذا الموضوع.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved